سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الزيارات الحرام».. مواقع إلكترونية تبيع الوهم للزائر والمعلن مواقع وبوابة صحيفة مستقلة تتقدم فى الترتيب بشراء «ترافيك وهمى».. و«الوطن» تطالبها بالتوقف وإلا ستكشفها بالأسماء والوثائق
أيام من الجهد الشاق والعرق والعمل المتواصل، لتقديم خدمات إخبارية وتفاعلية متميزة للقارئ، فى سباق شريف بين المواقع الإلكترونية من أجل تقديم الأفضل دائماً، ولكن بعض المواقع أرادت أن تفسد المنافسة، بألاعيب غير شريفة، مثل شراء زيارات وهمية «ترافيك وهمى» أو «ترافيك حرام»، من أجل التقدم فى الترتيب، لتتلاعب بالزائر وتخدع المعلن. «الدجل والشعوذة» وصل إلى عالم التكنولوجيا، والدجال الإلكترونى يلعب بعقول مستخدمى الإنترنت، ويتاجر بمصداقية وسمعة المواقع الإلكترونية، بأساليب عدة، تكشفها «الوطن» لقرائها؛ حتى لا يقعوا فريسة فى يد من يلعب ب«البيضة والحجر» من وراء شاشة الحاسوب. «شراء الزيارات الوهمية»، أول تلك الأساليب، حيث تسعى بعض المواقع، لاستخدام مواقع عالمية تعمل فى بيع الزيارات الوهمية، من خلال الإعلانات الإجبارية «pop-up»، التى تفرض على المتصفح عند فتح أى موقع من المواقع المشتركة فى موقع البيع، مثل مواقع تحميل الملفات من الإنترنت، أن يجد أمامه صفحات منبثقة للموقع المتلاعب على نافذة جديدة، وهذه المواقع لها أسعار حسب الطلب، فبعضها يحدد ثمن ال1000 زيارة وهمية ب«دولار ونصف»، وأخرى تحدد سعر المليون ونصف زيارة بسعر «700 دولار»، وهى أسعار زهيدة جعلت بعض هذه المؤسسات الصحفية، تلجأ للاستغناء عن عامليها وتسريحهم، ويدفعون بمرتباتهم ثمناً للنصب للإلكترونى. هناك طريقة أخرى بشراء «روتر» يعمل بنظام «اللينكس» وتركيبه على «سرفرات» رخيصة الثمن وشراء «ترافيك وهمى» من الدولة التى لها أكبر معدل من مستخدمى الإنترنت فى العالم مثل الصين والهند، حيث ثمن 1000 زيارة لا يتعدى «10 سنتات» وإعادة توجيهها للموقع بعد تمرير الزيارة على «سيرفر» رخيص الثمن وتغير «البروكسى» لإظهار أن الزيارة آتية من مصر. لا يقف الأمر عند ذلك، لكن هناك أسلوباً أكثر رخصاً، ويضر بالمواقع المحترمة التى تعمل فى جو من المهنية سعياً لخدمة قارئها، وهى استخدام الروابط الخاصة بمحركات البحث لتسجيل الزيارات، بعد عملية البحث عن اسم موقع من المواقع المنافسة ويجرى تغيير رابط محرك البحث وإضافة اسم الموقع الخاص بهم، وبعد ذلك تسجل فى محرك البحث أنه جرى العثور على هذه الكلمة فى موقع من المواقع صاحبة الترافيك الوهمى، وبعد ذلك يجرى توجيه الزيارة لهم، وفى نفس الوقت يظهر على خدمات تسجيل الزيارات مثل «Google Analytics» أن الزيارة آتية من محرك البحث، وذلك له تأثير سلبى على الكلمات الدالة أو «المفتاحية» «key words» للصحف المنافسة فى محركات البحث، وكذلك خداع المعلن بتلاعب ب«referrals»، أو الجهة التى جاءت منها تلك الزيارات، فيجدون أنها زيفت المصدر، ونسبته لمحرك البحث، حتى لا يعلم المعلن أن الزيارات مزيفة، أو بلغة المبرمجين «مضروبة». تلك الخدع تنكشف بسهولة فى المواقع الكبيرة عن طريق متابعة حالة الترتيب لفترة طويلة والتغيير الذى يحدث فى 24 ساعة، ومن الحالات الفجة للنصب الإلكترونى موقع أخبارى لصحيفة يومية مستقلة كان ترتيبه 28 فى مصر، لمدة طويلة من الزمن وخلال 48 ساعة وصل إلى ترتيب 11 أو 12 فى مصر، مع العلم بأن النقلة التى حدثت تحتاج على الأقل شهراً والتغيير يكون تدريجياً بالمحتوى وليس خلال ساعات قليلة. وفى المواقع الصغيرة التى احتلت مقدمة المواقع الكبرى، عند مراجعة المصادر الطبيعية للزيارة، نجد معدل الدخول بشكل مباشر لا يتعدى 15% من حجم الزيارات مثل «فتح المتصفح وكتابة اسم الموقع والضغط على زر «إنتر» وكذلك معدل الدخول من مواقع «السوشيال ميديا» لا يتعدى 11% أقل من ربع مليون متابع على فيس بوك أو تويتر، ومحركات البحث 10% ومع ذلك متقدمة على المواقع الكبرى التى لها معدل الدخول المباشر أكثر من 55% ولديها متابعون على «السوشيال ميديا» بالملايين وتمتلك إصدارات مطبوعة يومية واسماً فى الشارع معروفاً للجميع مع فريق عمل لكبار الكتاب والصحفيين. وكذلك عندما نرى معدل الارتداد «bounce rate»، أو المدة التى يظل فيها المستخدم على الموقع «أى عدد الدقائق التى ظل الموقع فيها مفتوحاً على جهازه، فتجد تلك المواقع صاحبة الزيارات الوهمية، لا يبقى الزائر عليها سوى ثوانٍ معدودة، ويزداد معدل ارتدادها لأنها فتحت بشكل إجبارى أمام المستخدم، أثناء زيارته لموقع آخر، ويتم غلقها فى خلال ثوانٍ بواسطة المتصفح لأنها لا تمثل له الهدف المطلوب. وعند الاتجاه إلى «شراء الزيارات الوهمية»، يتخذ الموقع بعض الاحتياطات لعدم فضحها، مثل رفع جميع إعلانات شركة جوجل حتى لا يتم احتساب معدل ومصادر الزيارات على إعلانات «جوجل» المعروضة على الموقع وكذلك رفع خدمات احتساب الزيارات المفتوحة لشركات الإعلانات لنفس السبب، ولا مانع من دفع بعض الدولارات لوضع مواقع منافسة على الزيارات الوهمية للتشهير بها فى حالة فضح أمرهم، ولكن هذه الزيارات لا تنفع لاستخدام هذه المواقع بعض البرامج والسيرفرات مثل CloudFlare التى توقف احتساب هذه العمليات. ما يفعله أصحاب تلك المواقع وصحيفة مستقلة قديمة فى السعى من أجل «الترافيك الحرام»، يضر بالمستخدم والشركات المعلنة والمواقع المنافسة، فأن يجد المستخدم موقعاً فى قمة ترتيب المواقع الإلكترونية، ولا يجد فيه مادة مفيدة فهذا مضيعة لوقته، أما الضرر الآخر فهو للشركات الإعلانية، التى تنخدع فى عدد الزيارات الوهمية لتلك المواقع، وتضع إعلاناتها عليها وتترك المواقع الأكثر أمانة ومصداقية، فتخسر الأموال. فعلى سبيل المثال عندما تفاجأ بأن إعلانها لم يره سوى 5% من إجمالى الزيارات التى كانت تعتقد أنها تتجاوز المليون شخص، وذلك لأن أغلب مواقع الزيارات الوهمية المشتركين أجانب أو غير موجودين، ولا يدخلون لمتابعة الإعلان ولا حتى يشكلون جزءاً ولو صغيراً من جمهور الموقع من الأساس، فيضر شركات الإعلان وأيضاً المواقع المنافسة، والخسارة الأكبر هى لمواقع التصنيف والترتيب، التى تضر تلك الأفعال بمصداقيتها أمام المستخدم، الذى يفقد الثقة فى ترتيبها وأرقامها، عندما يجد مثل هذه المواقع التى تبيع الوهم، فى مقدمة التصنيف.