كتب - حمادة عبدالوهاب انضمت فلسطين، اليوم الأربعاء، رسمياً إلى المحكمة الجنائية الدولية، في خطوة قد يتيح لها قانونيا ملاحقة مسؤولين إسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين. وعقدت المحكمة الدولية ومقرها بلاهاي، مراسم الانضمام لتصبح دولة فلسطين رسميا العضو رقم 123 في ميثاق روما، على حد ما جاء في الموقع الإلكتروني للمحكمة، فيما وصفها وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، بأنها "خطوة نحو إنهاء حقبة من عدم المساءلة الإفلات من العقاب." وأضاف المالكي، أولئك الذين يعرقلون جهود السلام هم أولئك الذين يرتكبون جرائم لحرب أو يحمون مجرمي الحرب، وليس من يسعى إلى مقاضاتهم، وأن الذين يسعون إلى تحقيق السلام على حساب العدالة لن يحققوا أي منهما." وجاء قرار الأممالمتحدة بقبول فلسطين كعضو في المحكمة في يناير الماضي، استجابة لطلب السلطة الفلسطينية الذي جاء في إطار حملة دبلوماسية أطلقتها لنيل الاعتراف دوليًا، بعد فشل المفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وكان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، قد وقع في يناير الماضي، على وثيقة الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، وذلك بعد فشل مشروع قرار في الأممالمتحدة لتأسيس الدولية الفلسطينية بحلول 2017، ودعوة إسرائيل للانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة. حركة فتح وهنأت حركة فتح، الشعب الفلسطيني بنيل دولة فلسطين العضوية الكاملة في محكمة الجنايات الدولية . ورحبت الحركة " ببزوغ فجر جديد أساسه تفعيل الحقوق القانونية لشعب فلسطين دولة وأفرادا على أرضية عضويتنا في هذه المحكمة الدولية الهامة" . وقال المتحدث باسم حركة فتح في أوروبا جمال نزال، في بيان صحفي :" نشعر جميعا بثقة أكبر في ضوء نجاح مسعى دولة فلسطين لإنجاز العضوية الكاملة لدولتنا في محكمة الجنايات الدولية تتويجا لسياسة الرئيس محمود عباس، الشجاعة في مجال إرجاع دولة فلسطين لمكانتها القانونية في العالم". وأضاف نزال:"لقد نلنا هذه العضوية على أساس ترفيع مكانة دولة فلسطين في الأممالمتحدة عام 2012 في إطار سياسة استقلال وطني انتهجها الرئيس وبدعم قوي من حركتنا في الساحة الدولية". وتابع:"تعود فلسطين لموقعها السيادي بين الدول كشخص في القانون الدولي ذي حقوق ومكانة لا يمكن القفز عنها وسيبنى الكثير على خطوة اليوم في طريق توفير المنعة لحقوقنا وأسبابا للردع القانوني إزاء انتهاكات الاحتلال لحقوقنا غير القابلة للتصرف". منظمة التحرير وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في تصريح صحفي، إن "هذا اليوم يوما وطنيا وتاريخيا في حياة شعبنا الفلسطيني، والذي تنضم فيه دولة فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتصبح عضوا رسميا ملتزما بميثاق روما"، واصفا انضمام فلسطين للمحكمة ب"التحول النوعي في استراتيجية النضال الفلسطيني نحو الشرعية الدولية؛ لتحقيق حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف وتأمين حمايته وإنجاز العدالة الإنسانية". وشدد عريقات على أن "القيادة الفلسطينية لن تتراجع عن هذه الخطوة"، مشيرا إلى "تهديدات دولة الاحتلال بشأن انضمام فلسطين للجنائية الدولية. من يخشى من العقاب والامتثال أمام العدالة عليه أن يتوقف فورا عن ارتكاب الجرائم"، داعيا دول العالم إلى "الاعتراف بفلسطين، ودعم حقنا الطبيعي والقانوني في تقرير المصير، وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف". حركة حماس فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قبول فلسطين عضوًا كاملا في المحكمة الجنائية الدولية، هو بمثابة خطوة أولى من قبل المجتمع الدولي لعزل الكيان الصهيوني المجرم، ورفع الحصانة والغطاء عن جرائمه ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي نفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني وبحق أرضه ومقدساته". ودعت "الحركة" في بيان صحفي، "ضحايا الجرائم الصهيونية من الأفراد والعائلات الفلسطينية إلى التكتل والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية لرفع دعاوى ضد الاحتلال وقادته". وأشار "البيان" إلى أن هذه الخطوة تستلزم من النائب العام لدى المحكمة الشروع في التحقيق في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني على اختلاف أزمانها وأشكالها، على قاعدة أن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن لا أحد فوق القانون مهما حاول إخفاء جرائمه". كما دعت السلطة الفلسطينية "إلى تحمل مسؤوليتها الرسمية، والعمل بجدية بالغة لملاحقة قادة العدو الصهيوني في كل القضايا بدءاً من الجدار ومرورا بحروب 2006م، و2009م، و2012، وحتى 2014م، بالإضافة إلى الممارسات الإجرامية بحق الأسرى، وكذلك بحق القدس والمقدسات، وبشأن الاستيطان وغير ذلك من جرائم الاحتلال". الجبهة الشعبية و الديمقراطية من جانبها، اعتبرت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أن قبول فلسطين رسمياً في محكمة الجنايات الدولية يعد "إنجازاً للشعب الفلسطيني وانتصاراً لضحاياه الذين سقطوا نتيجة الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب التي ارتكبها، وما يزال ". وشددت على أهمية الإسراع بتقديم الملفات الخاصة بجرائم الحرب وجرائم مصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها، إلى المحكمة الجنائية الدولية. وفي السياق ذاته، أكدت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، أن "انضمام فلسطين بشكل رسمي لمحكمة الجنايات الدولية هو "إنجاز كبير للشعب الفلسطيني بكل قواه وفصائله الوطنية". ترحيب عربي كما رحب نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، بإعلان المحكمة الجنائية الدولية بشكل رسمي انضمام دولة فلسطين عضوا كاملا فيها. وهنأ رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام الفلسطينيين، اليوم الاربعاء، بانضمام دولتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، معتبرا أن هذه خطوة على طريق تحقيق الدولة المستقلة ". وقال رئيس الحكومة اللبنانية، في تصريح صحفي، "أتوجه بالتهنئة إلى الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، على انضمام دولة فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية بما يتيح كبح العدوانية الإسرائيلية عبر تمكين الفلسطينيين من ملاحقة المسئولين الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني". واعتبر سلام، أن "المبادرة الشجاعة" التي قامت بها القيادة الفلسطينية بالانضمام إلى معاهدة روما، التي أنشأت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي "تعطي الفلسطينيين سلاحا إضافيا في صراعهم المديد والمتعدد الأشكال مع الاحتلال الإسرائيلي وخطوة مشروعة نحو استعادة حقوقهم المشروعة". هيومان رايتس ووتش ورأت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، اليوم، أن قرار انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية «الذي جرى إعلانه رسمياً في وجه معارضة قوية يستحق الدعم الدولي». وفي تقرير نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني اليوم، أوضحت المستشارة القانونية في برنامج العدالة الدولية في المنظمة بلقيس جراح أن «قرار فلسطين بالانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، الذي جرى إعلانه رسمياً اليوم في وجه معارضة قوية، بما فيها معارضة الولاياتالمتحدة وإسرائيل وكندا، يستحق الدعم الدولي».