كتب - إسلام نبيل ظاهرة عمالة الأطفال تزداد وترتفع مؤشراتها بمرور الأيام، حيث يلجأ البعض تحت ضغط حاجتهم الملحة للمال، إلى تشغيل أطفالهم دون السن القانونية المسموح فيها بالعمل، كما اتجه كثير من أصحاب الأعمال بدافع الرغبة في تحقيق أكبر ربح ممكن، إلى تشغيل الأطفال بأجور زهيدة، لتنشأ ظاهرة من أخطر الظواهر الاجتماعية المؤثرة سلباً علي المجتمع. وعلي الرغم من وجود تشريعات تقنن عمالة الأطفال، إلا أن الواقعين تحت وطأة الضغوط الاقتصادية لا يلتزمون بهذه القوانين، مما يزيد الوضع تعقيداً ويدفع بالمزيد من الأطفال إلى سوق العمل دون مراعاة لأعمارهم أو ظروفهم الصحية. المجلس القومي بقنا: التفكك الأسري يؤدي لعمالة الأطفال وتقول عنايات السيد، أمين المجلس القومي للمرأة بقنا، أن ظاهرة عمالة الأطفال من الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تهدد كيان الأسرة و تقضى على حياة ومستقبل الطفل، مشيرة إلى أن العوامل والأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة كثيرة جداً، ومترابطة ببعضها البعض، مثل التفكك الأسري الناتج عن الطلاق، وغياب الرقابة الأسرية، واضطرار الأسر في كثير من الأحيان إلي تشغيل أطفالهم لتحسين الظروف المعيشية. وتضيف أن المستوى الثقافي للأسرة يلعب دوراً فاعلاً في انتشار الظاهرة أو الحد منها، بالإضافة إلى الفقر والأمية اللذان يعدان من أهم العوامل المساعدة على انتشار عمالة الأطفال، وأخيرا يأتي عدم المعرفة بالقوانين المنظمة لعمالة الأطفال وعقوبات المخالفين. محامي: عمالة الأطفال مجرمة قانوناً ولا توجد رقابة عليها وأورد علي بخيت ، محامي، إنه بالرغم من أن عمالة الأطفال مجرمة قانوناً طالما أن الطفل دون السن القانونية، إلا أن الجهاز الإداري والرقابي لا يقوم بدوره في التفتيش عن عمالة الأطفال في المنشات والقطاعات المختلفة مما ساعد على اتساع بؤرة هذه الجريمة الإنسانية. ويرى توفيق حمود ، موظف، أن عمل الطفل في سن صغيرة يسلبه حقه في الحياة السوية كطفل والتمتع بمرحلة الطفولة، مشيراً إلى أنه لا يجد مفراً من تشغيل بعض الأطفال معه تحت ضغط ذويهم، وحاجتهم الملحة لأي مصدر دخل، خاصة في ظل غياب عائل للأسرة، والفقر وتدني الأحوال المعيشية. أطفال: كان نفسنا نكون زي باقي الأطفال ولكن ظروفنا لا تسمح والتقت "التحرير" بعدد من الأطفال الذين يعملون في بيع الخضروات والمناديل الورقية وغيرها لتتعرف علي الدافع وراء عملهم، حيث قال رمضان نصر الدين، 12 سنة، أنه وأخيه يعملان في بيع الجرجير والملوخية، حتى يساعدان والدهما، الموظف البسيط، في تغطية متطلبات الحياة التي لا تنتهي، مشيراً إلي أنه ترك التعليم لعدم قدرة والده علي تحمل مصاريف الدراسة له ولأخوته. أما حسن جبريل، 10 سنوات، والذي يأتي يومياً من قرية "القناوية" قاطعاً كل المسافة إلى نجع حمادي، ليبيع حبات الليمون القليلة التي معه، ليرجع أخر النهار إلى أهله حاملاً بعض الجنيهات لمساعدتهم في توفير جزء من مصاريف البيت. أما الأخوان هشام، 12سنه، وأحمد 10سنوات، من قرية "القناوية" بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا يعملان في بيع المناديل الورقية، ذكرا أنهما يأتيان مع والدهما، الذي يبيع الليمون، في السادسة من صباح كل يوم ليمارسا عملهما في مواقف السيارات، وأضافا أنهما يرغبان في أن يعيشا حياة كريمة مثل باقي الأطفال، وأنهما لا يحبان هذه المهنة، ولكن ظروف الحياة القاسية أجبرتهما عليها. وأشارأحمد نور، 9 سنوات، بائع تسالي متجول، أنه يعمل ليساعد أمه المطلقه، والتي تركها والده مع أطفالها الأربعة (من غير مصاريف) معقباً "كان نفسي أروح مدرسة بس أنا دلوقتى مسئول عن أمي وأخواتى ولازم اشتغل وأصرف عليهم". وأوضح لطيف توفيق ، 15 سنة، الذي يعمل بجمع القمامة ونقلها، أنه ترك التعليم في الصف الخامس الابتدائي بعد وفاة والده لمساعدة والدته في توفير احتياجاتها وتجهيز إخوته.