محمد يحيى مرزوق، شاب صغير، لم يتجاوز العشرين من عمره، وهو طالب فى أولى سنواته الدراسية بكلية تجارة جامعة الأزهر، وبالتالى ينتظر الشابَّ مستقبلٌ واعد، بالإضافة إلى هذا فإن الشاب معروف عنه الشهامة والنخوة، وشهامته هذه أودت بحياته فى مشاجرة ليس له فيها ناقة ولا جمل. الشاب رأى طفلا صغيرا يتعرض للضرب على يد شخصين لدرجة قد تودى بحياة الطفل، فتدخل هو وصديقه للدفاع عن الطفل من بطش ضاربيه، لكنه لم يكن يعلم أن نهايته ستكون هى المقابل الذى سيفتدى به الطفل الصغير. «التحرير» انتقلت إلى منزل المجنى عليه بعزبة القصبجى فى الجيزة، والتقت والدته، 40 سنة، التى أكدت أنها تنتظر حكم القضاء، فإن لم يأت لها بحق ابنها ويحكم عليه بالإعدام سينفذون هم حكمهم فى القتلة، ولن يكفيها شىء إلا موت قاتله كما حرمها من ابنها البكرى. أم الشاب الضحية أشارت إلى أنها تحاول منع عائلتها عن فعل أى تصرف قد يؤدى إلى عواقب وخيمة، خصوصا أن المتهم قبطى، فهى تحاول بكل الطرق منع حدوث أى فتنة طائفية فى المنطقة، لكنها توعدت أنه إذا لم يعد حق ابنها، فستشعل النيران فى أهله بالكامل. «ما فعله رومانى لا يعبر عن الأقباط»، قالتها والدة المجنى عليه، ولفتت إلى أن جيرانها المسيحيين تعيش معهم فى محبة وسلام، لكن القاتل أشعل الفتنة قبل أن تكتمل فرحتنا بنجاح ابننا. وفى نهاية حديثها رفعت يدها إلى الله داعية قائلة «يا رب خلص لى حق ابنى الطيب الذى راح ضحية شخص بلطجى مسجل لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلبه». من ناحية أخرى التقت «التحرير» بصديق المجنى عليه الذى كان معه فى الحادثة وأصيب، وأكد أن محمد لم يعرف أى طرف من الطرفين المتنازعين، ولا يعرف أن الطفل مسلم وأن من يقوم بضربه مسيحى، ومع ذلك تدخل، وتدخلت معه فى محاولة منا لفض المشاجرة، وانتهى الأمر على ذلك وذهبنا معا لقضاء ما نريده وذهب الطفل صاحب المشكلة، لكننا فوجئنا فى أثناء عودتنا برومانى ينتظرنا مع أصدقائه من سائقى التوك التوك من الأقباط، وبدؤوا يلقون علينا الحجارة وعبوات زجاجية، حتى اقترب رومانى من محمد وقال له «أنت دخلت فى اللى ملكش فيه وهموتك»، وطعنه بمطواة كانت معه فقتله، وعندما حاولت الدفاع عن صديقى نالتنى طعنات المجرم، لكنى لم أمت، وأنتظر يوما أخرج فيه من هنا لأنتقم من البلطجى الذى قتل صاحبى.