ترك وحيدًا، صامدًا هو ومجموعة من المصريين بلباس مماثل للطيار الأردني المحروق معاذ الكساسبة، ينظرون إلى وجوه ملثمة مسلحة يعرفون جيدًا أنها "داعش" التي كثُر تناول أخبار عنها الفترة الأخيرة، صامدين بين ما تبقى من حطام وسط أنفاس تغادر الصدور في قلق. يتمنون نهاية أكثر رحمة من تلك التي ظهرت في فيديو حرق "الكساسبة"، شاطحين بأملهم إلى تدخل سريع من دولتهم "مصر" وعودتهم سالمين إلى أراضيهم. صور تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت كانتشار النار في الهشيم، تظهر عدد من المصريين المخطوفين في ليبيا وهم بملابس الإعدام ذات اللون البرتقالي على سواحل سرت، تمهيدًا لتنفيذ إعدامهم. قالت مجلة "دابق" الصادرة عن تنظيم "داعش"، إن اختطاف "الأقباط الصليبيين"، يأتي للثأر من "الكنيسة المصرية التي تُعَذّب أخواتنا" -على حد تعبيرها-، معنونًا ب"انتقامًا للمسلمات المحتجزات من جانب الأقباط الصليبيين في مصر"، مشيرين خلاله إلى أن عملية إلقاء القبض على 21 مسيحيًا مصريًا جاءت بالتزامن مع مرور 5 سنوات على عملية الهجوم على كنيسة بغداد في إطار الانتقام لكاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين، ومن زعمت أنهم أخوات محتجزات من جانب الكنيسة المصرية. وبانتشار الخبر في الأوساط الإعلامية اتخذت الدولة المصرية موقفًا عبر عنه الأهالي ب"المتخاذل والغير مُجدي"، حيث وجهت عن طريق رئيسها عبد الفتاح السيسي بسرعة التعامل مع الأزمة، أمرًا بتنفيذ خطة عاجلة لإجلاء المصريين الراغبين في العودة من الأراضي الليبية. وفي بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أعلنت أنها تتابع عن كثب وباهتمام بالغ الأنباء المتواترة حول وضع أبناء مصر المختطفين فى ليبيا، وقال بيان صادر عنها، إن خلية الأزمة تتابع الموقف أولًا بأول،وتجري الاتصالات المكثفة والمستمرة مع الأطراف الليبية الرسمية وغير الرسمية بهدف استجلاء الموقف والوقوف على حقيقته. كما دعت رئاسة الجمهورية المجتمع الدولي للوقوف في مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، والذي بات يهدد دول المنطقة والعالم. في الوقت الذي أكد بدوره المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزارة وخلية الأزمة التي تم تشكيلها مؤخرًا تتابع ما تم نشره من صور يقال إنها للمصريين المختطفين في ليبيا. في غضون هذا، تظاهر العشرات من أهالي الأقباط المختطفين أمام نقابة الصحفيين بوسط العاصمة القاهرة؛ مطالبين السلطات المصرية بالكشف عن مصير أبنائهم. وقال نادر شكري الصحفي قريب الصلة من عائلات المختطفين في ليبيا بحسب ما نُشر على أصوات مصرية، إن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب عقد اجتماعًا مع أسر المصريين المختطفين فى ليبيا، بحضور الأنبا يوليوس أسقف عام مصر القديمة موفدًا من الكنيسة الأرثوذكسية. ونوه "شكري" أن الاجتماع يستهدف إطلاع أسر الضحايا على مساعي الدولة في القضية، وما سيتم اتخاذه خلال الأيام المقبلة، ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء اليوم السبت مؤتمرًا صحفيًا بشأن أزمة المصريين المختطفين فى ليبيا. وأعلن مدير أمن مطروح، اللواء العنانى حمودة، تشديد الإجراءات الأمنية عند منفذ السلوم البرى على الحدود المصرية الليبية، وانتشار قوات الشرطة والجيش، لإحكام السيطرة على حركة السفر.