تتجه الأنظار، إلى القمة المرتقبة التي ستعقد في القاهرة، غدا الإثنين، بين الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وقضايا الشرق الأوسط في ظل تدهور الأوضاع فى عدد من الدول والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب. وتدعم هذه القمة الوهج المتدفق للعلاقات القوية بين مصر وروسيا اللتين ما زالتا تلعبان دورا قياديا على الساحة الدولية في ظل أجواء من التوتر والغيوم التي تخيم على منطقة الشرق الأوسط بالنزاعات في ليبيا والعراق وسوريا واليمن بينما تسيطر هذه الأجواء على أوروبا التى تشهد نزاعا فى أوكرانيا مما أثر على العلاقات الروسية الأوروبية. ومصر وروسيا يربطهما تاريخ حافل من المواقف المشرفة على الساحة الدولية، والدولتان شاركتا في تأسيس حركة عدم الانحياز وينسقان الرؤي بشأن القضايا الدولية في الأممالمتحدة والمنتديات الدولية. وشهدت العلاقات بين القاهرةوموسكو على مدار 72 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية ديناميكية وحيوية بتبادل الزيارات واللقاءات بين المسؤولين المصريين والسوفيت ولم تتوقف إلا لفترة وجيزة في السبعينات لتعود من جديد في الثمانينات ولكن الظروف الدولية باتت تقتضي إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات المتميزة بالزيارة المرتقبة للرئيس بوتين. والعلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي قامت في 26 أغسطس عام 1943 على أساس الاحترام والثقة المشتركة ومنذ ذلك الحين، تعتبر روسيا مصر شريكا هاما في التعاون الثنائي وعلي الساحة الدولية. وتم التوقيع على أول اتفاقية تعاون اقتصادية بين مصر وروسيا عام 1948 حيث صدر الاتحاد السوفيتي الحبوب والأخشاب وسلعا أخرى في مقابل القطن المصري وبلغت ذروة الشراكة المصرية السوفيتية في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي حيث أرسل الآلاف من الخبراء السوفيت لمساعدة مصر على بناء المصانع والمنشآت والبنية التحتية من بينها سد أسوان بينما ذهب كثير من المصريين لتلقي التعليم في الجامعات والمؤسسات السوفيتية. وقام أول رئيس لمجلس وزراء الاتحاد السوفيتي نيكتيا خروشوف بزيارة رسمية لمصر عام 1964 ثم قام بعدها بأربع سنوات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بزيارة لموسكو ثم بعد فترة من تراجع نسبي للعلاقات في فترة السبعينيات، عاد التعاون بين القاهرةوموسكو مرة أخري حيث قام الرئيس حسني مبارك بزيارة للاتحاد السوفيتي في مايو عام 1990 حيث تم التوقيع علي الاعلان المصري السوفيتي وبرنامج طويل من التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني بين البلدين . واعترفت مصر رسميا فى عام 1991 بروسيا كدولة وريثة للاتحاد السوفيتي وبعدها أجري الرئيس الروسي بوريس يلتسين من خلال زيارته لمصر في عام 1996 مباحثات مع الرئيس مبارك علي هامش المؤتمر الدولي حول عملية السلام بالشرق الأوسط ومكافحة الارهاب . واستمرت الزيارات السياسية المتبادلة على أعلى مستوي بين البلدين حيث قام مبارك عام 1997 بزيارة ثانية لموسكو تم التوقيع خلالها علي حزمة كبيرة من الاتفاقيات من بينها الاعلان السياسي بين مصر وروسيا ثم زار مبارك موسكو عام 2001 تم خلالها رفع مستوي برنامج التعاون المشترك طويل الأمد في مجالات التجارة والاقتصاد والصناعة والعلوم فضلا عن التوقيع على الإعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين . ووقع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف من خلال زيارته للقاهرة في سبتمبر عام 2004 علي برتوكول التعاون الاستراتيجي والحوار بين وزارتي الخارجية وفي نوفمبر من نفس العام قام رئيس وزراء روسيا ميخائيل فردكف بزيارة القاهرة وبعدها زار القاهرة كل من رئيس المجلس الفيدرالي سيرجي ميرنف و ايجور ايفانوف رئيس مجلس الأمن الروسي وذلك في مارس 2005. وقام الرئيس فلاديمير بوتين في أبريل عام 2005 بزيارة عمل لمصر كانت الأولى الأولي من نوعها في 40 سنة حيث أجري مباحثات مع مبارك و رئيس مجلس الشعب فتحي سرور وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي. وتم التوقيع خلال هذه الزيارة على بيان مشترك حول علاقات الصداقة بين البلدين والذي اتسم بالصفة الاستراتيجية، وزار بوتين جامعة الدول العربية لبحث اعتماد سفير روسيابالقاهرة لدي الجامعة. ولم تتوقف الزيارات المتبادلة حيث قام مبارك بزيارة رسمية لموسكو في نوفمبر عام 2006 ثم زار روسيا مرة أخري في مارس 2008 التقي خلالها بالرئيس الروسي ديمتري مديفيديف و برئيس الوزراء حينئذ فلاديمير بوتين حيث تم التوقيع خلالها علي اتفاقية للتعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية. وأخيرا قام الرئيس الروسي ديمتري مديفيديف بزيارة رسمية للقاهرة في يونيو عام 2009 التقى من خلالها بالرئيس مبارك وتم التوقيع علي معاهدة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا والتي تحدد الخطوط العريضة للتعاون الثنائي.