يعقد الرئيس حسني مبارك -الذى وصل الاثنين إلى موسكو-محادثات مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تتركز حول سبل تعميق وتوسيع نطاق العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات المختلفة فضلا عن تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. ومن المقرر أن يشهد الرئيس مبارك -خلال زيارته الرسمية الى جمهورية روسيا الاتحادية والتى تستغرق يومين بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين- التوقيع على مشروع اتفاق للتعاون بين مصر وروسيا الاتحادية في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وهو ما سيسمح لمصر بالاستفادة من خبرة الجانب الروسي المتميزة في مجال التكنولوجيا النووية السلمية. كما يلتقي الرئيس مبارك خلال الزيارة مع الرئيس المنتخب ديمتري ميدفيديف الذي يتولى مهام منصبه رئيسا جديدا لروسيا الاتحادية اعتبارا من السابع من مايو القادم ، وهو ما يتيح فرصة جيدة لاستمرار التواصل والحوار بين قيادتي البلدين. يرافق الرئيس مبارك وفد يضم السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ، والدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة ، والمهندس سامح فهمي وزير البترول والثروة المعدنية ، والوزير عمر سليمان ، والدكتور زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية. وكان الرئيس مبارك قد أعرب -فى تصريحات لوساءل الاعلام الروسية- عن ثقته بأن العلاقات المتميزة بين مصر وروسيا ستستمر وتزداد عمقا ورسوخا بعد تولى الرئيس المنتخب دميترى ميدفيديف السلطة ، لأن هذه العلاقات تتأسس على قاعدة قوية تحقق المصالح المشتركة لكلا الجانبين المصرى والروسى . وأضاف الرئيس مبارك فى حديث صحفى مع وكالتى (تاس) و (نوفوستى) والاذاعة الروسية أن علاقات التقدير والاحترام المتبادل التى تجمعه والرئيس الحالى فلاديمير بوتين سوف تستمر مع الرئيس المنتخب ميدفيديف , فمنطلقاتهما واحدة وعملا سويا لسنوات طويلة , وأعرب الرئيس مبارك عن تطلعه للقائهما خلال زيارته المقبلة لموسكو , لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون القائم ودفعها الى الامام . وقال إن هناك حوارا استراتيجيا نشطا حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، وهو يمثل اطارا مؤسسيا للتشاور والتنسيق على المستوى السياسى وهناك اللجنة المشتركة التى تمثل الاطار الذى يتناول علاقات التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات . مصلحة مصر والمواطن صرح السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس حسني مبارك يحدد دائما وجهات زياراته الخارجية حيث توجد مصلحة مصر والمواطن المصرى . جاء ذلك ردا على سؤال حول مغزى زيارة الرئيس مبارك والتى يعقد خلالها محادثات قمة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس الجديد المنتخب ديميتري ميدفيديف فى إطار الحرص على تهيئة الاجواء لاستمرار علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وبما يحقق مصالح الجانبين . وقال إن زيارة الرئيس مبارك /الذى بدأ اليوم زيارة عمل مهمة لروسيا الاتحادية / تعطى دفعة قوية لمجمل العلاقات والتعاون بين البلدين وتتيح فرصة لاستعراض ومتابعة آليات تنفيذ ما يربط بين البدلين من اتفاقيات تعاون فى المجالات المختلفة . وأشار السفير سليمان عواد إلى أن الرئيس مبارك ينهج نفس الاسلوب فى تعامله مع رؤساء الدول الذين يتركون مواقعهم حيث يقوم بتوديعهم واستقبال وتهنئة من يخلفهم من الرؤساء وهو يفعل الان مع الرئيس بوتين والرئيس الجديد نفس النهج الذى تم مع الرئيس الفرنسى جاك شيراك والرئيس نيكولا ساركوزى حرصا على استمرار التواصل والعلاقات الوطيدة التى تربط مصر مع هذه الدول المهمة . وقال عواد أن الرئيس مبارك سيشهد التوقيع على اتفاق اطارى حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية تنفيذا لما اعلنه سيادته فى أكتوبر الماضى عن بدء برنامج طموح لبناء عدد من محطات الكهرباء النووية والانفتاح على كافة الشركاء الدوليين لمتابعة مذكرة التفاهم التى تم التوقيع عليها بهذا الشأن خلال الاجتماع الاخير للجنة المصرية الروسية المشتركة بالقاهرة فى الاسبوع الماضى. (أ.ش.أ)