حجازه هي قرية واقعة جنوب محافظة قنا، أحدى قرى مدينة قوص، أنشئ بها مستشفى تكاملي في عام 1998، بدء العمل بها وتوقف عام 2002، تم انشاء مبنى ضخم للمرضى والاقسام ومبنى أخر إداري خاص بالموظفين وإقامة الأطباء والممرضين ولم يتم اكتمال المستشفى منذ أن توقفت على أشياء بسيطة لاستقبال المرضى، تكلفت ملايين طائلة لأنشائها لتتوقف دون استفادة منها منذ 16 عام حتى الان. المستشفي بنيت من 16 عام ولم تعمل يوم واحد.. السبب خلاف بين الصحة والمقاول وقعت ازمة بين الدولة ومقاول المشروع المسئول عن التنفيذ لعدم مطابقة المواصفات رفضت الدولة سداد رسوم ومستحقات مالية للمنفذين، وتم تحويل الامر برمته للهيئات القضائية للبت في الأمر الذي مازال قيد الانتظار منذ 15 عام. اهالي القرية إرسالوا انذار على يد محضر لوزير الصحة ومحافظ قنا الاسبق لاستكمال المستشفى لاعتبار ذلك اهدار للمال العام، خاصة وأن أقرب مستشفى للقرية على بعد حوالي 14 كيلو بقوص المدينة، وهو الامر الذي يعاني منه أهالي البلدة لعدم قدرتهم التوجه بالمرضى للمستشفى في المساء واوقات الذروة لعدم توافر المواصلات. 50 ألف مواطن فنتظار الفرج قال علي سلامة أحد أهالي القرية، إن المستشفى ستخدم أكثر من 50 ألف نسمه باعتبار أن القرية هي أكبر القرى بمركز قوص، لاحتوائها على 14 نجع، مشيرا إلي أن عضو مجلس شعب سابق تقدموا له بأوراق خاصة بالمستشفى ويدعى "ممدوح م م" وتم انتداب مهندس فني لمتابعة الحالة الفنية بالمستشفى، وأكد ان التكلفة لانهاء الاعمال المتوقفة تبلغ حوالي 350 الف جنية . وقال الأهالي إنهم على استعداد تام لجمع المبالغ المالية من سكان القرية لاستكمال المشروع. سرقة شبابيك روى "عم امين" حارس المستشفى، إنه يقوم بحراسة المستشفى منذ انشاءها عام 1998 وتم سرقة نوافذ المستشفى عقب توقف العمل بها في 2002 نظرا لكبر سنه، وأن المقاول المنفذ للمشروع وقعت خلافات بينه وبين الدولة في المبالغ المالية ورفضت الدولة سداد المبالغ المالية لخلاف. واستشرت بالمستشفى الخفافيش التي استوطنت الحجرات المظلمة بدلا من تجهيزها بالآسرة لاستقبال المرضى، وبلغت المساحة المقامة عليها المستشفى حوالي 10000 متر، وأتهم الأهالي الدولة بالتقصير تجاه قضيتهم، قائلاً احدهم "مش قصتنا كمواطنين ان الموضوع في القضاء.. والقضايا المرفوعة من الدولة على المقاول او المقاول على الدولة أنا مواطن عايز مستشفى لان عندنا اكبر نسبة مرض فشل كلوي في القرية" لافتا إلي أن المستشفى ستوفر للاهالي خدمات طبية وبإهمالها هكذا عقب صرف ملايين على انشائها وهذا يعد اهدار للمال العام . وقال شاذلي محمد مدرس بالقرية، إن الوحدة الصحية المتواجدة بالقرية لا تعمل بدءً من الساعة 12 ظهرا، حيث تغلق ابوابها امام المرضى ولا يتواجد طبيب بالوحدة الصحية ولا ممرض، واي مريض عليه الذهاب لأقرب مستشفى له على مسافة تزيد عن 14 كيلو بمدينة قوص. الصحة .. النوم في العسل ومن جانبه، أكد الدكتور ايمن خضاري وكيل وزارة الصحة بقنا، أن الامر برمته في الجهات القضائية المنوطة بالبت في الأمر، فالمستشفى متوقف بسبب الازمة التي وقعت بين المقاولين والدولة لعدم مطابقة المواصفات، مضيفا: فور اعطاءنا التعليمات بالبدء في العمل واستكمال المستشفى على الفور سيتم تجهيزها واعتماد المبالغ المالية لها، لافتا إلي أن مديرية الصحة ليس طرفا في الموضوع . وتبقى مستشفى حجازه بين إلقاء الدولة المسئولية على المقاولين المنفذين للمشروع تارة، وبين إلقاء المقاولون المسئولية على الدولة لعدم دفع المستحقات المالية لهم تارة أخري، وبين هذا وذاك يبقي أهالي القرية هم الضحية. هل سيأتي اليوم الذي تفتح فيه مستشفى حجازه ابوابها امام المرضى لتخفيف آلامهم.. ام ستظل ملاذ للخفافيش وموطن للأشباح؟؟!