قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفيرعلاء يوسف، إن برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي تضمن اليوم الخميس، نشاطًا مكثفًا، استهله بإلقاء كلمة خلال الجلسة الخاصة التي تظمها المنتدى حول مصر، وعقب انتهاء الجلسة، التقى الرئيس بعدد من رؤساء الدول والحكومات، من بينهم جلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، و سيمونيتا سوماروجا رئيسة الاتحاد السويسري، فضلًا عن لقاء سيادته بعدد من رؤساء المنظمات الدولية ورؤساء كبرى الشركات العالمية. وأضاف يوسف، أن السيسي استقبل المستشارة الألمانية ميركل، وشرح حقيقة التطورات التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين، والتي جاءت انعكاسًا لإرادة المصريين في التغيير. وأشار السيسي، إلى اقتراب مصر من الخطوة الأخيرة لخارطة المستقبل والمتمثلة في تنظيم الانتخابات البرلمانية، مطالبًا بضرورة تفهم ما يدور في مصر وتقييم الأوضاع من منظور شامل يأخذ في الاعتبار اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التي تواجهها، وهو الأمر الذي أبدت المستشارة الألمانية تفهمها له. وأكدت ميركل، دعم ألمانيا لمسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي، التي تنتهجها مصر، كما أعربت عن تفاؤلها بمستقبل مصر، لاسيما في ضوء الخطوات العديدة التي تم القيام بها مؤخرًا، والتي ساهمت في عودة الاستقرار إلى البلاد، وهو الأمر الذي ينعكس على تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتي تقوم مصر بدور محوري فيها. ورحّبت المستشارة ميركل، بالخطاب الذي ألقاه السيسي أمام الأزهر الشريف وما تضمنه من إشارة إلى ضرورة تصويب الخطاب الديني وتصحيح الأفكار المغلوطة في إطار معالجة مشكلة التطرف وترسيخ التعايش السلمي. ووجّهت المستشارة الألمانية، في نهاية اللقاء، الدعوة للرئيس بزيارة ألمانيا، وهو ما رحّب به، كما وجّه سيادته الدعوة للمستشارة الألمانية لزيارة مصر، وهو ما وعدت باتمامه قريبًا. التقى الرئيس، بعد ذلك مع العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، حيث تركز اللقاء على بحث آليات تعزيز التعاون ودعم وتوطيد العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، كما تم استعراض تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى أهم التحديات القائمة وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، حيث اتفق الجانبان حول أهمية تعزيز الجهود الدولية في إطار استراتيجية فاعلة لحفظ السلم والأمن العالميين، كما أكد السيسي وجلالة الملك عبد الله على ضرورة تكثيف المجتمع الدولي جهوده في دفع عملية السلام وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي استنادًا إلى حل الدولتين. وقال المتحدث الرسمي، إن الرئيس التقى رئيسة الاتحاد السويسري، حيث تم استعراض تطور الأوضاع على الصعيد الوطني، وكذلك على المستوى الإقليمي في الشرق الأوسط، وأكدت رئيسة سويسرا على الأهمية التي توليها بلادها لتعزيز العلاقات مع مصر، إدراكًا منها بأهمية الدور الذي تقوم به في تدعيم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وطرحت فكرة إطلاق مبادرة مشتركة مع مصر في مجال الهجرة غير الشرعية، وهو ما رحّب به السيسي، ودعا إلى بدء التشاور بين الجانبين لبحث تفاصيل تلك المبادرة، كما أثار السيسي موضوع الأموال المصرية المهربة في البنوك السويسرية، مؤكدًا على أهمية استعادة مصر لتلك الأموال للمساهمة في دفع عملية التنمية الجارية بالبلاد، وقد أشارت رئيسة سويسرا إلى عدد من التطورات القانونية في هذا الموضوع، مؤكدة حرص بلادها على التعاون الكامل مع مصر، وأن الأمور تسير في اتجاه إيجابي. والتقى السيسي أيضا بالسيدة كريستيان لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بين مصر والصندوق، واستعرض السيسي الخطوات التي تتخذها الحكومة المصرية لدفع الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى الالتزام بتطبيق سياسات اقتصادية تتناسب مع أولوياتنا الوطنية، وتقود إلى تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، وخفض معدلات البطالة، وخلق فرص عمل جديدة، والحد من الفقر، ورفع معدلات الإنتاج، وتنمية القدرات البشرية والمؤسسية، ومن جانبها أشادت مديرة الصندوق بالسياسات والقرارات الاقتصادية التي اتخذتها مصر مؤخرًا، مؤكدة حرص الصندوق لتقديم المشورة والمساعدة الفنية لمصر من أجل إنجاح برنامجها للإصلاح الاقتصادي، وما يتضمنه من سياسات نقدية ومالية، وأشارت إلى بعثة الصندوق التي زارت القاهرة في نوفمبر 2014 لتقييم السياسات الاقتصادية المتخذة من قبل الحكومة المصرية، وأكدت مشاركة الصندوق في المؤتمر الاقتصادي الذى سيعقد في مارس المُقبل، والمساهمة في النقاش حول آفاق الاقتصاد المصري وفرص الاستثمار التي سيتم طرحها خلال المؤتمر. وفي اليوم نفسه، التقى السيسي أنخيل جوريا، سكرتير عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنميةOECD، حيث رحّب سيادته بالتعاون القائم بين مصر والمنظمة، لاسيما في مجالات تقديم الدعم الفني ودراسات التقييم التي تجريها المنظمة على مدار العام لمختلف الجهات المعنية بالحكومة المصرية، وآخرها مشروع ميكنة النظم الإدارية بمحكمة النقض بالتعاون مع بنك التنمية الإفريقى. واستعرض السيسي، مجمل الأوضاع في مصر على الساحتين السياسية والاقتصادية، معربًا عن تطلعنا لتعزيز التعاون مع المنظمة في دراسات التنمية التي يُجريها مركز التنمية التابع للمنظمة والذي تتمتع مصر بعضويته. ومن جانبه أكد السيد جوريا حرصه على تعزيز التعاون مع مصر وزيادة استفادة مختلف الجهات الحكومية من الدعم الفني ونقل الخبرات الذي تتيحه اللجان المختلفة بالمنظمة، وكذا مع برنامج تعاون المنظمة مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا OECD/MENA ، الذي يحتفل هذا العام بمرور 20 عامًا على تأسيسه، خاصة في مجال إعداد تقارير المراجعة المختلفة لجوانب بيئة الاستثمار، ووجّه سكرتير عام المنظمة الدعوة للسيسي للتحدث أمام الدول الأعضاء في المنظمة لعرض رؤية سيادته بالنسبة للموضوعات الخاصة بالاقتصاد العالمي والتنمية. التقى السيسي، كذلك مع رؤساء مجالس إدارات عدد من كبرى الشركات العالمية، منها "بريتيش بتروليومBP" و"سيسكو" و"نوفارتس" للأدوية، حيث استعرض معهم نشاط شركاتهم في مصر والمشروعات المختلفة التي تقوم بتنفيذها، وأشار سيادته إلى جهود الحكومة المصرية من أجل جذب مزيد من الاستثمارات من خلال تيسير الإجراءات والتراخيص، وإعادة النظر في عدد من التشريعات المرتبطة بالاستثمار سعيًا لتذليل العقبات أمام المستثمرين، إضافة إلى العمل على تسوية النزاعات الاستثمارية ، مؤكدًا التزام مصر بتعهداتها القانونية. وأكد رؤساء الشركات الثلاثة اعتزامهم زيادة حجم استثماراتهم وتوسيع حجم نشاطهم في مصر خلال المرحلة المقبلة، في ضوء وجود العديد من الفرص الواعدة، فضلًا عن المناخ الجاذب للاستثمار الذي تسعى الحكومة المصرية لتوفيره في الوقت الحالي، كما أكدوا مشاركتهم في مؤتمر شرم الشيخ لدعم وتنمية الاقتصاد المصري. وكان السيسي، قد التقى صباح اليوم مع البروفيسور كلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادى العالمي، حيث رحّب السيسي بمستوى التعاون متعدد المستويات القائم بين مصر والمنتدى. ومن جانبه أكد البروفيسور شواب، على استمرار الدعم الفني المقدم للحكومة المصرية في عدد من المجالات الاقتصادية، فضلًا عن دعوتها للمشاركة في عدد من الآليات والفعاليات الاقتصادية التي ينظمها المنتدى. وأعرب شواب عن تمنياته بنجاح المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده بشرم الشيخ، مؤكدًا مشاركة المنتدى في كافة الجهود الرامية لانجاح المؤتمر، وأعرب عن أمله في قيام مصر باستضافة اجتماع المنتدى الإقليمى عن الشرق الأوسط خلال عام 2016.