كتبت- سلافة قنديل: جريمة بشعة ارتكبت فى حق الإنسانية، قبل أن تكون فى حق حرية الصحافة والفن والإبداع، نفذها الأخوان كواشى، يوم الأربعاء الماضى، عندما اقتحما مقر مجلة شارلى إبدو الفرنسية الساخرة، ليقتلا بدم بارد 12 شخصًا من العاملين فى المجلة، من بينهم أربعة من رسامى الكاريكاتير، فى حادثة تعتبر هى الأبشع والأكثر دموية فى أوروبا منذ عقود، وهزت مشاعر العالم كله. ستيفان شاربونير اليساري المدافع عن الحرية تشاربونيير "47 عاما" معروف باسم شارب، وهو مدير تحرير المجلة، وكان من أشد المدافعين عن فكرة نشر رسوم للنبى محمد، وهو ناشط يساري نشأ فى عائلة شيوعية، حسب ما قال عنه دانيال ليكونت وهو مخرج أفلام وثائقية، وكان يقوم بتصوير فيلم عن رسامى الكاريكاتير. وأوضح أن إصراره على نشر هذه الرسوم "ليس بدافع العقيدة الدينية، ولكن من أجل الحرية". إلسا كايا.. المرأة الوحيدة بين القتلى 54 عاما، وهى المرأة الوحيدة التى قتلت فى الهجوم، تعمل طبيبة ومحللة نفسية، وهى من كتاب "شارلى إبدو"، إذ كان لها عمود صحفى نصف شهرى ويسمى "الأريكة"، ويتناول العمود المشكلات والقضايا النفسية والاجتماعية وكانت تعتبر أسرة المجلة هى عائلتها الثانية، حسب ما قالت إحدى قريباتها لمجلة "إيل" الفرنسية. جورج والينسكى.. مصدر إلهام لعديد من الفنانين المعاصرين 80 عاما، ولد فى تونس من أم فرنسية إيطالية وأب يهودى من بولندا. ليكونت قال إنه كان محبا للحياة. فرانسواز مولى، المسؤول عن الفن فى مجلة "نيويوركر" قالت: "كان رجلا حرا وأحببته كثيرا". "لم يكن هناك أمر مقدس بالنسبة إليه، لا الحركات النسوية ولا الدين، وكان استعداده لإزالة الحدود مصدر إلهام لعديد من الفنانين المعاصرين". برنار فيرلا.. خجول.. ولكن ليس في الرسم ويعرف باسم تيجنوس، ولد فى عام 1957 وأسهم فى مجموعة واسعة من المطبوعات، وفقا لصحيفة "لوموند" الفرنسية. "وكان آخر من ينضم إلى فريق عمل شارلى إيبدو" حسب ما قال لوكونت، الذى وصف فريق العمل فى المجلة بأنه "مبدع" ولا سيما تيجنوس، وأضاف "كان بطريقة ما شخصا خجلا، ولكن ليس فى الرسم. وكانت رسومه الكاريكاتورية تتسم بديناميكية كبيرة". أحمد مرابط.. مسلم قتل في الدفاع عن صحيفة متهمة بإهانة دينه "40 عاما"، وهو ضابط الشرطة الذى قتل بعد إصابته فى الهجوم، والذى ألهم "الهاشتاج" على "تويتر" "#JeSuisAhmed" إذ أشاد به كثير باعتباره دافع عن الصحيفة التى تتهم بإهانة دينه. ووصفه أحد ضباط الشرطة المقربين له بأنه "كان شخصا لطيفا، ومحبوبا جدا، ومبتسما دائما ومحترفا جدا". فيليب أونوريه.. صاحب كاريكاتير "أبو بكر البغدادي" أونوريه "74 عاما"، وهو خامس رسامى الكاريكاتير الذى يقتل فى الهجوم. آخر كاريكاتير ينشره على "تويتر" قبل الهجوم كان لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادى. ونشر أول كاريكاتير له فى الصحافة الفرنسية، وهو فى سن ال16 عاما، وانتقل بعد ذلك إلى عديد من وسائل الإعلام الفرنسية.