كشف مدير التفتيش على اللحوم بمديرية الطب البيطري بالسويس الدكتور لطفي شاور، عن تورط شركة معروفة لدى المسؤولين بوزارة الزراعة في استيراد عجول مهرمنة محقونة بهرمونات أنثوية، وتبيعها بالأسواق المصرية. وأضاف شاور في تصريح خاص ل"التحرير"، أن الشركة التي يقع مقرها في محافظة الإسماعيلية، استوردت مؤخرًا 17 ألف عجل من أستراليا، وهي دولة تحقن العجول المعدة للتصدير بالهرمونات، بغرض ضمان النمو السريع والأوزان الضخمة. وشدّد شاور، على أن خطورة هذه العجول المستوردة تكمن في أن التحاليل المعملية، التي جرت بالنسبة للعجول المهرمنة، أكدت خطورتها على ذكورة المستهلكين للحوم، كما أن دراسات أفادت بأنها قد تصيب بأمراض سرطانية على أمد بعيد، إلا أنه لم يتحدد بعد مدى مصداقية، سرطنة اللحوم، لكن المؤكد أنها تضر بذكورة المستهلكين لها. وكشف المسؤول، عن أن هيئة الخدمات البيطرية تتلاعب في عملية تحليل نسب الهرمونات في هذه العجول، ليتم تمرير دخول صفقات العجول، فمن المعروف علميًا أن هذه العجول عندما يتم عزلها وحجرها لمدة 28 يومًا تتخلص من الهرمونات المتواجدة بالدم من خلال عمليات الإخراج المختلفة، العرق والبول، إلا أن أثر هذه الهرمونات يظل باقيًا، فهي لحوم تم تغذيتها وحقنها بهذه الهرمونات الأنثوية، بما يجعل هذه العجول غير قادرة على التكاثر، وبالتالي فهي تقبل على الأعلاف وتزيد أوزانها ويتم تصديرها بعد ذلك لدول الشرق الأوسط تحديدًا وعلى رأسها مصر. وتابع شاور، هيئة الخدمات البيطرية تتلاعب في نتائج تحليل عينات العجول المهرمنة المستوردة، حيث يتم تحليل العينات بعد مرور الفترة الزمنية اللازمة للتخلص من آثار الهرمومات ومن ثم تأتي نتائج التحليل سلبية . وأوضح أن الشركة تبيع هذه اللحوم لكل من يطلب، ولا تتواجد في منافذ بعينها، فقد تجد هذه اللحوم في الشوادر أو بالمطاعم أو لدى الجزارين . وأشار مدير التفتيش على اللحوم بمديرية الطب البيطري بالسويس، أن المواصفة القياسية للحوم المهرمنة، والتي تنص على حظر استيراد العجول المهرمنة من المفترض أن يتم البدء في تطبيقها بداية من الشهر الجاري، إلا أنه حتى الآن لم تتخذ وزارة الزارعة والحكومة الخطوات التنفيذية لتطبيق هذه المواصفة، والتي من بينها على سبيل المثال حظر استيراد العجول المهرمنة من هذه الدول.