سبعة محاكمات عسكرية فى تاريخ الإخوان المسلمين، ومثلها للجماعة الإسلامية والجهاد، دفع ثمنها العشرات من قيادات هذه الجماعات، بينما قضى بعضهم نحبه بها. الجماعات التى ملأت الدنيا ضجيجا، بسبب هذه المحاكمات ضد أفرادها، ها هى الآن صامتة، ومئات من شباب الثورة يحاكمون عسكريا. ملاحظة سديدة، هى أن غالبية المعتقلين والمحكوم عليهم عسكريا لا ينتمون لأى تيار إسلامى، ربما يكون هذا هو السبب، وربما يكون هناك سبب آخر، فى نفس ابن يعقوب. انتقادات القوى السياسية نظيرتها الإسلامية، تتزايد يوما بعد يوم، الأخيرة رفضت المشاركة فى مليونية تصحيح المسار، أو مليونية 9 سبتمبر، والمطلب الرئيسى فيها، هو وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين. المنسق العام لحركة كفاية، محمد الأشقر، انتقد موقف جماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن الجماعة رفعت شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات»، مؤكدا أن الإخوان حولوا الثورة من عمل جبهوى وطنى، إلى مسألة قطف ثمار ليس إلا. الأشقر يتساءل، هل سيكون موقف الإخوان دائما؟ متمنيا إعادة النظر فيه. هو أيضا وصف قرار عدم المشاركة فى المليونية بأنه قرار غير ناضج، وغير معبر عن وعى سياسى، مؤكدا خطورة تلك المواقف، التى تنحصر فى محاولة نجاح أيديولوجيا فصيل واحد فقط، بطريقة سريعة ومخلة. الرجل أبدى عدم ارتياحه لأسلوب الإخوان فى التعامل بشكل وسطى مهزوز تجاه رموز النظام السباق، مشيرا إلى أيام المظاهرات، عندما كانوا يمتنعون عن الهتاف ب«سقوط مبارك»، وهو الأمر الذى وصفه الأشقر بالمحزن للقوى السياسية، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين مثلا، جزء مهم وفصيل أساسى فى الحياة السياسية المصرية. من جانبه أكد جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن من حق أى فصيل سياسى عدم المشاركة، بناء على أولوياته ومصالحه، لكن فى نفس الوقت ليس من حقه إدانة أى فصيل سياسى آخر لاتخاذه أى قرار. عيد، أشار إلى الخطأ الذى ارتكبه الإخوان عندما أدانوا الدعوة للنزول يوم 27 مايو، ووصفوا من سيشارك حينها بالمتآمر، وحرضوا ضد النزول، معبرا عن تمنيه أن لا يكرر الإخوان ذلك التصرف فى تلك المرة، مشيرا إلى ضرورة التعبير عن موقفهم -الإخوان- إذا أعلنوا نيتهم عدم المشاركة. على الجانب الآخر، رفض الدكتور جمال حشمت، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، الانتقادات الموجهة للجماعة، وقال ل«التحرير» إن الجماعة أول من انتقدت المحاكمات العسكرية، التى ذاقت منها العذاب والمعاناة، ولكن لا يجب أن تجر الجماعة مجموعة من أصحاب الدعوات لمليونية على «الفيسبوك» دون تخطيط مسبق، واتفاق بين كل القوى السياسية، وهناك عديد من الوسائل لرفض المحاكمات العسكرية غير المليونيات والمظاهرات فى الوقت الراهن.