1) من إنجازات ثورة يناير تخفيض سعر الفياجرا. هل لهذا الأمر علاقة قوية بارتخاء الأداء البرلمانى وسلوكه المخزى الهزيل؟ هل له علاقة بأن شعار ثورة يوليو كان: ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستبداد، بينما شعارنا الآن أصبح: ضرورة انتصاب قوى الشعب فى مواجهة الفلول والرجعية؟ 2) قالوا للكنيسة اسلمى فنطقت الشهادتين، لكن ما فى القلب يظل فى القلب. هذا مثل مصرى صميم أوجهه إلى السادة الذين يتشدقون بأن مرسى سيستقيل من حزب الإخوان ليصير رئيسًا لمصر كلها. هل ترون العصافير الموشومة على أصداغنا؟ 3) إلى مجلس الشعب: كيف تسمى نفسك برلمان الثورة وكرامتك التشريعية لم تنقح عليك إلا لاستصدار القوانين التى تصب فى المصلحة السياسية الضيقة لأغلبيتك الحزبية؟ لن أعيد على الأسماع قوانينك السيئة السمعة التى لا تهتم إلا بمحاولة إعادة المرأة إلى عصور النخاسة، لكننى سأسألك: كيف تسول لك نفسك أن تسعى جاهدًا لعمل مشروع لقانون يلغى قدرة المحكمة الدستورية على إبطال القوانين المعيبة التى يشوبها العوار؟ هل أعمتك رغبتك فى تحويل مصر إلى ولاية دينية عن رؤية العار الذى يشر ويسيل من تشريع كهذا؟ لماذا لم يتقدم نوابك الأفاضل على سبيل المثال بمشروع لقانون يحاكم وزارة الداخلية والقائمين على أمن البلاد من قوات الشرطة العسكرية بالتقصير إن لم يقوموا بواجبهم فى حماية المتظاهرين السلميين، والتدخل للقبض على كل من يقوم بمهاجمتهم من البلطجية؟ هذا واحد من عشرات القوانين التى كان ينبغى تقديم مشاريع باستصدارها من كل نائب يمتلك ولو ربع ضمير حى فى برلمان يطلقون عليه كذبًا برلمان الثورة. لكن يبدو أن قوانين كتلك لا تروق لنوابكم الذين يريدون التشريع لقوانين جديدة تقيد الحريات وتجرم التظاهر السلمى، والذين لا يضايقهم ولا يحرك مشاعرهم أن يقتل البلطجية الثوار المسالمين ويهربون. بعد كل هذا تتساءلون: لماذا ينفض الناس من حولكم؟ عيب عليكم. لن أقول لكم أين الأخلاق؟ سأقول أين الذكاء؟ 4) سؤال أوجهه إلى أشخاص يعرفون أنفسهم جيدًا: كيف تمنحكم الحياة فرصة لا تعوض لكى توضع صوركم على الجدران وفى كتب التاريخ مزيّنة بأطر من نور ومهابة، بجوار أسماء لأبطال أرقى وأنبل منكم بآلاف المرات، مثل أحمس وصلاح الدين وسعد زغلول وعرابى وغيرهم، ثم تبيعون كل هذا المجد لخوفكم من خسارة فيلا فى التجمع الخامس أو شاليه فى العين السخنة؟ الخبر السيئ أيها السادة ضعاف العقول أنكم كنتم ستحتفظون بكل ما لديكم من أموال وعقارات وتضيفون إليه مجدًا أصبح الآن بعيدًا عن أحلامكم وشنباتكم. هل تتداركون الأمر وتقومون بمحاولة صادقة تقلل من المهانة التى ستلطخ سيرتكم فى كتب التاريخ؟ 5) لجماعة الإخوان ولكل التيارات الإسلامية التى تتورط دائمًا بالصورة والصوت فى عمليات شراء أصوات الناخبين بالمواد التموينية، ورمى المنافسين بالكفر، واستخدام منابر المساجد لنشر الفتاوى الزائفة التى تؤثم المواطنين شرعًا إن لم يمنحوا أصواتهم لمرشحيها، أقول: كيف تتسق دعاواكم لمكارم الأخلاق كجماعات دينية دعوية مع تورطكم فى ارتكاب أفعال لا أخلاقية كتلك؟ مبدأ مكيافيللى الذى ينص على أن الغاية تبرر الوسيلة لا يتسق مع الأديان، ولا يبرر لكم أو لغيركم ارتكاب تلك الجرائم، لأن الغاية مهما علت لا يمكن لها أن تنفصل تعسفيًّا عن سلوك الساعى إليها. الغاية تكتسب جزءًا هامًا من مصداقيتها بالوسائل التى يمارسها مريدوها. تلك الممارسات غير الشريفة تشبه سلوك تاجر لا يجد حرجًا فى دس الحشيش بجيوب منافسيه وإبلاغ السلطات عنهم لإزاحتهم من السوق مبررًا فعلته بأنه يحمى الناس من التجار الفاسدين! ألا تتحلى بقليل من الحياء يا أخى؟! 6) عندما تكون ناظرًا للمدرسة ويتلف تلميذ لديك شهادة رسوبه فى اختبار نهاية العام أو يخفيها، هل ستصدقه بسهولة هكذا وتعلن براءته من الاتهام الذى يوجهه المدرسون جميعهم إليه بالرسوب؟ هل ستحترم نفسك كناظر إن لم تقم بواجبك وتراجع كل كبيرة وصغيرة وتدرس اختباراته الشهرية وتعقد اللقاءات مع زملائه ومدرسيه وتجمع البراهين وأدلة الثبوت والنفى التى تؤكد رسوبه أو نجاحه؟ إتلاف المحروس الفاشل لشهادة رسوبه لا ينبغى أن يكون مبررًا لإفلاته من العقاب لأن إتلاف الأدلة الجنائية يشير بأصابع الاتهام إلى من له المصلحة فى إتلافها، ويؤكد للمحكمة التى تحترم نفسها ارتكاب المتهم للجريمة محل الدعوى، وربما يجعلها تحكم عليه بعقوبة مضاعفة لارتكابه تلك الجريمة ولإتلافه المتعمد لأدلة ثبوتها. خصوصا عندما تضع فى اعتبارها أن رفاقه الفاسدين الذين يطرمخون عليه هم الجهة التى تطالبها النيابة باستيفاء أدلة إدانته! 7) عندما انفجر مكوك الفضاء الأمريكى تشالينجر. لماذا لم يكمم صانعوه أفواه نقادهم ويطالبونهم بالصمت احترامًا لقدسية «الفضاء»؟! [8)] أنا عازم على إبطال صوتى فى انتخابات الإعادة ومرسى هو المستفيد. لو كان لمرسى منافس آخر يدعو إلى دولة مدنية، غير شفيق، وغير محسوب على النظام القديم لذهبت إليه غالبية الأصوات التى سيبطلها أصحابها. لماذا يشيع الإخوان عكس ذلك رغم أن أصوات المناصرين للدولة المدنية لم تكن لتذهب بأى حال من الأحوال إلى مرشح لتيار دينى؟ 9) يومان بعد نشر هذا المقال ويصدر الحكم فى دستورية استمرار شفيق فى الانتخابات من عدمها، وكذلك فى شرعية غرفتى البرلمان بصالتيهما الفسيحتين ودورتى مياههما البرلمانيتين الفاخرتين. ترى هل يشد الحكم السيفون على أدران المرحلة الانتقالية؟