حالة من الارتباك سيطرت أمس على مصلحة السجون وتسببت فى تغيير كل الخطط التى رسمتها وزارة الداخلية، الخاصة بنقل الرئيس السابق حسنى مبارك من مستشفى سجن المزرعة بطرة إلى مستشفى المعادى العسكرى، الذى كان من المقرر له أن يتم فجر أمس، بعد الخطاب الذى أرسله النائب العام إلى وزير الداخلية بإطلاق يد الأخيرة فى قرار نقل مبارك من عدمه، وجاء فيه أنه لا يملك سلطة فى نقل الرئيس المسجون من عدمه وأن القرار يرجع إلى وزارة الداخلية تتصرف كيفما تشاء وفقا للوائح المنظمة، ليضع ذلك الوزارة فى مأزق حرج. كانت الترتيبات تجرى على قدم وساق بالأمس داخل مستشفى سجن طرة استعدادا لنقل الرئيس السابق مبارك إلى مستشفى المعادى العسكرى، بعدما أكد الأطباء سوء حالته الصحية، وبينما كان العائق الوحيد لنقله يتمثل فى تأخر خطاب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بالموافقة على نقل الرئيس المخلوع، إلا أنه انضم إلى هذا السبب أيضا القرار الذى أصدره وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بوقف كل إجراءات النقل ليومين على الأقل انتظارا إلى مرور المليونية المحدد لها اليوم «الجمعة»، ليظل قرار نقل مبارك عالقا بين خطاب النائب العام وقرار الداخلية. على صعيد متصل قالت مصادر قضائية مطلعة إن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أوكل لمصلحة السجون التصرف فى حالة الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وفقا لما تقتضيه لوائح وإجراءات القانون والمصلحة كأى سجين آخر، وأوضحت المصادر التى رفضت ذكر اسمها أن مكتب النائب العام تلقى عشرات الطلبات لنقل مبارك من مستشفى سجن طرة إلى سجن عسكرى، نظرا إلى حالته الصحية الحرجة، ومن بينها طلب من فريد الديب محامى مبارك، لكن النائب العام لم يبد أى قرار بشأن تلك الطلبات وطلب تطبيق القانون واللوائح على مبارك، وفقا لما تقتضيه لوائح مصلحة السجون. المصادر أشارت أيضا إلى أن القانون لا يستلزم موافقة النائب العام على نقل مبارك خارج سجن طرة للعلاج، وقالت إنه بخلاف ذلك فإن لوائح الداخلية ومصلحة السجون تضمن لها اتخاذ كل القرارات من إجراء عمليات أو نقل لمستشفيات خارجية أو وضع السجين تحت الملاحظة الصحية. من ناحية أخرى قالت مصادر بمصلحة السجون إن حالة مبارك الصحية استقرت منذ فجر أمس، ونُزعت عنه أجهزة التنفس الصناعى، مشيرة إلى بقائه فى العناية المركزة وإلى جواره نجله جمال فى حين بقى علاء فى غرفته بالقرب من غرفة والده. وعن سبب بقاء جمال فقط إلى جوار والده طوال الوقت دون علاء، قالت المصادر إن جمال أكثر تماسكا فى التعامل مع حالة والده، بينما تبدو على علاء علامات التوتر الدائم، ورجحت المصادر أن يكون مبارك هو من طلب بقاء جمال إلى جواره لأنه الأقرب إليه، كما كشفت المصادر أن اللجنة الطبية المشكلة لم توص بنقل مبارك من مستشفى سجن طرة حتى مساء أول من أمس.