بعد 60 عاما من ديكتاتورية العسكر، المصريون ينتخبون رئيسهم بحرية لأول مرة .. بهذه الكلمات استهلت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية تقريرها بعنوان «علماني أو إسلامي.. مصر تنتخب رئيسا»، عن الانتخابات الرئاسية المصرية المقررة هذا الأسبوع. أسوشيتدبرس قالت إن التصويت الذي يبدأ الأربعاء هو «الجائزة الكبرى» التي فازت بها الجموع التي خرجت إلى الشوارع ذات مرة للإطاحة بحسني مبارك الذي لا يتمتع بشعبية. مضيفة أنها أيضا «لحظة الحقيقة» بالنسبة لهذه الجمهورية العربية الأكثر عدد سكان في المنطقة، حيث ستحدد ما إذا كانت السلطة ستستقر في أيادي النخبة العلمانية المرتبطة بالنظام السابق أو أنها ستتسبب في تحول مهم للإسلاميين الذين طالما عانوا من القمع لفترات طويلة. وتابعت: «هذا بالإضافة إلى ما سيتضمنه هذا التغيير من تأثير على العلاقات مع الولاياتالمتحدة، والسلام في الشرق الأوسط». وقالت أسوشيتدبرس إنه من المحتمل أن يكون معظم ال50 مليون مصري الجدير بالانتخاب، يبحثون عن عائدات بسيطة؛ بعض الهدوء والسلام بعد ما يزيد عن عام من الفوضى والاحتجاجات الدموية والاقتصاد المتدهور وارتفاع الجريمة. وأضافت: «ولكن الصفحة الجديدة التي ستفتح بهذه الانتخابات، قد تكون صاخبة، حيث تواجه مصر قضايا مثيرة لم يتعامل معها أي شخص منذ سقوط مبارك: الاقتصاد، ودور الإسلام، ومستقبل الديمقراطية، والعلاقة مع الولاياتالمتحدة؛ المساندة لمصر منذ زمن طويل، ومصير معاهدة السلام التاريخية مع إسرائيل». وقالت إن مصر تعكس المسارات الفوضوية التي سلكتها ثورات الربيع العربي الأخرى بعد دفعة أولى من التفاؤل بأن الشعوب المكبوتة لفترة طويلة يمكنها استبدال الديكتاتوريين بالديمقراطية. مضيفة: «الانتقال في تونس كان الأكثر سلاسة بانتخاباتها وبداية صياغة دستور. ليبيا ممزقة بين الميليشيات، وزعيم اليمن علي عبد الله صالح تنحى ولكنه يظل في ظل السلطة، وسوريا تحولت إلى حمام دماء، والبحرين لا زالت تعاني من عنف طائفي». ومصر نفسها شهدت اشتباكات شوارع مميتة قتل فيها ما يزيد عن 100 شخص، بمن فيهم 9 على الأقل هذا الشهر عندما تمت مهاجمة المعتصمين أمام وزارة الدفاع من قبل رجال مسلحين. مضيفة: «في الوقت ذاته، يستمتع المصريون بالعالم التنافسي الجديد، والسياسة المتلفزة، والسياسيين الجدد، والمناظرات السياسية، والمسيرات، والمقاطعين». وأضافت أسوشيتدبرس أنه من غير المحتمل أن يحصل أي من ال13 مرشح على أكثر من 50% في انتخابات الأربعاء والخميس، ولذلك ستجرى جولة إعادة يومي 16 و17 يونيو. وقالت: «تشكيلة فريق المرشحين مزيج متفجر”. مضيفة أن أي نتيجة في هذه الانتخابات، سيكون لها توتراتها الخاصة» وأخيرا قالت إنه لم يتم إنجاز شيئا من أهداف الثورة الأساسية؛ تفكيك نظام مبارك الذي «قيد حريات» الحياة السياسية، ولم يتم إصلاح أجهزة الأمن ووكالات التجسس المحلية التي كانت حجر الأساس في الدولة البوليسية، ولم يتم تغيير وزراء الحكومة الذين كانوا يعملون عبر الفساد والرشوة، والعسكر يحتلون أسمى مراتب الدولة.