«ينبغي احترام خيار الفرنسيين».. بهذه الكلمات ودع نيكولا ساركوزي الرئيس المنتهية ولايته وزرائه الأربعاء الماضي، في آخر جلسة للحكومة يحضرها كرئيس دولة، فيما قدمت حكومته التي تضم 32 وزيرا يترأسهم فرانسوا فيون استقالتها أمس الخميس؛ بحسب المتحدثة باسم الحكومة فاليري بيكريس. أكثر كلمات ساركوزي تأثيرا كانت: ما يجعل الحياة مهمة هو معرفتنا بأننا سنموت يوما، وما يجعل العمل السياسي مهما هو معرفتنا بأننا سنرحل يوما. «التصفيق الحاد» على الخطاب المؤثر كان رد فعل الوزراء الذين كتب كل منهم كلمة ودية للرئيس السابق في ورقة تحمل اسمه. وزير الدولة للتجارة فريديريك لوفيبور قال: شعرنا بتأثر كبير خلال هذه الجلسة، فيما أعرب وزير الإسكان بنوا أبارو عن سروره العميق، لأنه كان جزءا من هذه الحكومة؛ مضيفا أن ساركوزي لن يتخلى عن معركته السياسية، وسيقوم بذلك لكن بأسلوب آخر. وفي الجانب الآخر المنتصر؛ عقد هولاند آخر اجتماع سياسي له قبل دخوله قصر الاليزيه في مقره العام بحضور قادة الحزب الاشتراكي. صديقة هولاند السابقة سيجولين رويال، وصفت التجمع ب«لحظات ودية»، فيما قال ستيفان لو فول، أحد المقربين للرئيس الجديد، إن هولاند يجري الاتصالات اللازمة لتشكيل حكومته. الثلاثاء المقبل يتسلم هولاند مهام منصبه، فيما لا يزال الغموض يخيم على نوايا ساركوزي حول مستقبله السياسي، وهل سيعتزل حقا الحياة السياسية أم لا. وفي إطار الإشاعة التي تفيد تلقي ساركوزي مساهمات مالية من العقيد الراحل معمر القذافي أثناء حملته الانتخابية في 2007، أكد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، تلقي ساركوزي مبلغ 100 مليون دولار لحملته الانتخابية الأولى؛ حيث قال: أخبرني معمر القذافي شخصيا بذلك عندما زار مينسك؛ مضيفا: لذلك ربما قتلوا ليبيا، اغتصبوا القذافي وقضوا عليه، والآن يحاولون القضاء على أسرته لكي لا تبقى هناك آثار. ها هي ديمقراطيتكم. وتابع لوكاشينكو أنه كان يجب طرد ساركوزي منذ سنتين أو ثلاثة مضت، حينما ظهرت أنباء في الإعلام عن علاقته بالقذافي؛ وعن هولاند قال: أرى إنسان يقول حتى الآن الصدق.