مشهد البوكسرات التى تظهر من تحت بنطلونات الشباب الساقطة، هو الأكثر فجاجة فى الإعلانات التى تعرض ضمن فواصل المسلسلات والبرامج فى رمضان. الإعلانات تنافس وتزاحم المسلسلات فى دقائق وساعات البث الفضائى والأرضى، بل إنها تتفوق عليها فى التكرار وزيادة فرص مراجعة المشاهد لانطباعاته الأولى عنها، وفى استفتاء عن أسخف إعلان فى رمضان هذا العام أجمع أكثر من 34 ألف عضو على موقع «فيسبوك» أن إعلان الملابس الداخلية الرجالى «قطونيل» هو الإعلان الأكثر سخفا هذا العام. والإعلان يستحق بالفعل هذه النتيجة فهو الأكثر استفزازا. فالإعلان أراد أن يقارن بين الإحساس بالراحة مع المنتج فبدأ يصف علاقة المستهلك بالملابس الداخلية على أنها تصل فى قوتها إلى علاقة الصداقة، إسقاط علاقة الصداقة على العلاقة مع البوكسرات الداخلية جاء سمجا ومنفرا، ومشهد مؤخرات الشباب ببناطيلهم وبوكسراتهم يكرس هذا السخف، والإعلان جزء من باقة إعلانات تستخدم الغرابة والسخافة وسماجة العرض للفت النظر، وآخر شىء يمكن أن تجده بها هو الجماليات الفنية. هناك إعلانات أخرى لا تقل سخفا وركاكة عن إعلان البوكسرات، منها إعلان «سيراميكا لابوتيه» الذى يبدو كإعلان أتى من زمن فات وانتهى، الفكرة والإخراج وطريقة التقديم تنتمى إلى إعلانات التليفزيون فى الثمانينيات، ولولا أن من تقدمه الممثلة الشابة هيدى كرم لما شعر المشاهد بأنه إعلان حديث بالفعل، وتنافس حملة إعلانات خدمة «إم.إم.يو» على نفس ركاكة وبدائية إعلان لابوتيه، أما إعلان «ترو شيبس» فهو نوع آخر من الإعلانات يقوم على الاستفزاز، فهو يروج أن تناول المنتج يجعل الشخص أكثر صراحة، المحب يشتم حبيبته بقصيدة مهينة، والزبون يشتم الحلاق الذى يرقص بلا اكتراث، ويستفز إعلان منتجات اللحوم دايم المشاهد بأغنية ثقيلة الظل يرددها المغنى كأنه مسطول، ويستخدم الإعلان جملة القذافى «زنجة زنجة.. دار دار» وذلك بلا داع أو معنى عن علاقة هذا بالهامبورجر والسوسيس، فلا يوجد أى معيار للإعلان سوى أنه يحقق جاذبيته بمخالفة الذوق والمنافسة على السخف.