صار شعبان عبد الرحيم هو مطرب الحملة الشعبية لدعم عمرو موسى.. للتذكرة قبل الإطاحة بنظام مبارك بأسبوعين فقط، كان شعبولا قد سجل أغنية يقول فى مطلعها «أنا ح انتخبك يا ريس.. لو حتى دمى سال/ وان ما اترشحتش إنت.. أنا ح انتخب جمال». وللتذكرة أيضا كان عمر وموسى فى كل أحاديثه الموثقة قبل خلع المخلوع يعيد نفس الأغنية! كانت الدولة أيام المخلوع حريصة على التأكيد أن شعبان هو صوت ابن البلد، وإذا كانت نسبة الذين يعانون الأمية فى مصر 30% فإن شعبان واحد من هؤلاء، الذين يحبون مبارك لله فى لله، فهو الأبجدية الوحيدة التى يعرفونها.. ظل شعبان حتى اللحظة الأخيرة مؤيدا مبارك، رافضا الثورة حتى 8 فبراير قبل خلع مبارك بثلاثة أيام. كان يغنى مشيدا بمبارك ويحذر فى نفس الوقت الشباب من الانجراف وراء البرادعى لأنه شعللها.. بمجرد خلع مبارك وجد فى موسى البديل الملائم، وقال فى كل أحاديثه إنه من الممكن أن يفكر فى التراجع عن الترشح لرئاسة الجمهورية فى حالة واحدة وهى أن يتنازل لموسى! تبدو العلاقة بين شعبان وموسى ممتدة فى العمق، منذ أن غنى له قبل 12 عاما «أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى وكلامه الموزون» والتى أصبحت الآن «بحب عمرو موسى عشان راجل أصيل».. أطلقت أغنية «أنا بكره إسرائيل» شعبولا لأنها عزفت على وتر حساس برغم أنها ترديد للسياسة المتفق عليها بين مصر وإسرائيل، حيث كان عمرو موسى يتشدد وفقا للاتفاق مع الدولة، ويرخى أيضا وفقا للاتفاق مع الدولة.. أبعدت الأغنية موسى عن وزارة الخارجية، كانت إحدى الشائعات التى ترددت وقتها بقوة، ليست هى الحقيقة، لأن موسى كان قد انتهى دوره «المصرى»، وأرسله النظام إلى جامعة الدول العربية ليلعب دورا آخر.. قبل أسابيع قليلة عندما علم موسى أن شعبان فى العناية المركزة، سارع بالاتصال به لأول مرة، فلقد دخل شعبان أكثر من مرة إلى المستشفى، ولم يكن يجرؤ أن يسأل عنه ولا مرة طوال عهد المخلوع! السؤال الذى ينبغى أن يفكر فيه موسى، ما دام أن السياسة هى لعبة لا تعرف سوى قانون «اللى تكسب به العب به» هل لا يزال شعبولا ورقة رابحة؟ الحقيقة هى أن كل أغانيه الداعمة لمبارك لم تسفر عن شىء، بل أدت إلى تباعد الناس عنه وعن مبارك.. أكثر من ذلك ظل شعبان خائفا بعد الثورة غير قادر على الاقتراب من ميدان التحرير، حتى لا يواجه مصير تامر حسنى.. وعندما قالوا له أنت غنيت لمبارك عشرات الأغنيات، أجابهم «غنيت له عندما كان يحكم، ولو الشباب حكموا ح أغنى لشباب الثورة، ولو الإخوان حكمو ح أقرأ قرآن».. شعبان مع الرايجة يرقص لمن يكسب! هل بعد ذلك يصلح لكى يصبح أحد اللاعبين فى فريق موسى.. سوف يذكر تاريخ الأغنية دائما أن عمار الشريعى كان هو الملحن الأول الذى قدم الأغنيات الرسمية التى تتغنى ب«المخلوع»، مثلما سوف يذكرون أن شعبان هو المطرب الشعبى الأول فى عهد المخلوع.. هذه الورقة المحروقة لا تزال هى أهم ما فى جعبة عمرو موسى. إنه صاحب فكر قديم، ولهذا يلعب بورقة انتهى عمرها الافتراضى، بدلا من أن يقول له «يا شعبان العب بعيد عنى أحسن لك»!