كل المحاولات المبذولة من جانب قادة جماعة الإخوان المسلمين يبدو أنها لا تزال غير كافية لإقناع الإعلام الغربى وبخاصة الأمريكى، بأن الجماعة التى توصف بأنها القوة الأكبر والأكثر تنظيما على الساحة السياسية المصرية، تؤمن فعلا بأفكار الدولة المدنية والديمقراطية التعددية السياسية، حيث تقول مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية فى تقرير نُشر فى أحدث أعدادها (عدد سبتمبر-أكتوبر 2011) إن جماعة الإخوان المسلمين سوف تسعى لإقامة دولة دينية فى مصر ومعادية للغرب. المجلة قالت إن الجماعة «من المرجح أنها ستنتصر فى الانتخابات وتحرك مصر فى اتجاه حاسم نحو دولة دينية معادية للغرب». وتابعت بأن المحتجين الذين قادوا الثورة المصرية فى يناير الماضى كانوا شبابا ليبراليين بعضهم على تواصل ببعض، كانوا مدونين اقترحوا فى البداية تنظيم مظاهرات مناوئة لمبارك دعا إليها نشطاء «فيسبوك» و«تويتر»، ومن بينهم وائل غنيم الذى وجه رفاقه بعد أن اعتقله جهاز أمن الدولة نحو أسبوعين، إلى التمسك بميدان التحرير. غير أن المجلة تقول إن عملية التحول السياسى فى أعقاب الثورة أضعفت هذا التفاؤل، فالشباب الذين هم رموز الثورة أصبحوا الآن منقسمين بشدة بين نحو 10 أحزاب معظمها ليس أحزابا سياسية مميزة، وبعضها حديث العهد، فى حين لا يخلو الآخر من شبهة التعامل مع نظام مبارك.. كما أن أعدادهم قليلة بشكل صادم حيث يتركز نشاطهم على النسبة القليلة من مستخدمى الإنترنت والمثقفين السياسيين المصريين.. فى الوقت نفسه، بدأت جماعة الإخوان المسلمين، التى تقول المجلة إنها تفادت بشكل كبير الأضواء خلال الثورة، بدأت الاستحواذ على الزخم السياسى. وقالت إن «الإخوان هم أكثر القوى السياسية المصرية تماسكا، ويتمعون بقدرة لا يمكن مضاهاتها فى حشد أنصارهم، الذين يخدمون الجماعة بشكل جيد للغاية فى بلد لا يزال غير معتاد على ثقافة التصويت فى الانتخابات». كاتب التقرير إيريك تراجر، قال إنه أجرى مقابلات مع نحو 30 من أعضاء جماعة الإخوان الحاليين والسابقين ما بين الفترة من يناير إلى مارس الماضيين فى محاولة لتعرّف فكر الجماعة وبنيتها من قرب.