نشرت صحيفة نيوريبابليك الأمريكية مقالا للباحث إريك تراجر المعروف باهتمامه بالشأن المصري. وقد بدأ تراجر مقاله بالقلق إزاء تراجع شعبية الولاياتالمتحدة في المنطقة رغم دعمها الظاهري لما يسمى بالربيع العربي. وتساءل تراجر، الذى يحضر دكتوراة عن أحزاب المعارضة في مصر في قسم العلوم السياسية بجامعة بينسيلفينيا، فيما يعتبر عصب مقاله بقوله: "لماذا الشرق الأوسط لا يزال تستعبده نظريات المؤامرة عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث يرى كثيرون في المنطقة العربية أنه مؤامرة أمريكية أو إسرائيلية أو كلاهما معا؟. وردا على ذلك نشر مركز بيو الأمريكي للأبحاث تقريرا عن العلاقة بين المسلمين والغرب ونُشر التقرير في 21 يوليو من هذا العام حيث أجرى دراسة على عينة من الناس في لبنان والأردن ومصر وتركيا وباكستان من بين ثماني دول مسلمة أخرى ووجد الاستطلاع أن أقل من ثلاثين بالمائة من كل دولة يؤمنون بهذه الفكرة. لكن الباحث تراجر يؤكد أنه من خلاله حياته في القاهرة وحديثه مع كثيرين من الشخصيات العامة قد اكتشف أن فكرة المؤامرة متغلغلة في النخبة المصرية حيث أورد حوارا أجراه مع المرشد السابق للإخوان مهدي عاكف أكد فيه أنه لا توجد قاعدة إنما أمريكا هي من وراء ذلك لتسيطر على الشرق الأوسط كما أن الجهاد ضدها في العراق مشروع لأنه جهاد ضد محتل. وأكد تراجر رؤيته بما قاله له صبحي صالح المحامي الإخواني المعروف الذي أكد أن اليهود واللوبي الصهيوني هو من وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وقال تراجر إن الأمر ليس مقصورا على الإسلاميين بل إن الاشتراكيين الثوريين فيهم أيضا ممن قابلهم من يؤمن بنظرية المؤامرة بل إن بداخل الحكومة المصرية من يؤمن بها على درجات متفاوتة مثل د.جودة عبد الخالق ود.علي السلمي لكنه مدح الأخير قائلا إنه على عكس من عبد الخالق رفض السلمي اتهام الولاياتالمتحدة أو إسرائيل وقال "لا أؤمن أن نظريات المؤامرة قابلة للتطبيق ولذا فاني لن أحتج بهذه النظريات ما لم تكن هناك أفكار أو حقائق ثابتة." ويختتم تراجر بقوله إن المهمة أصبحت أصعب على الولاياتالمتحدة لأنها في حربها على الإرهاب تحتاج إلى تحسين صورتها واستقطاب العرب ناحيتها لأجل مصالحها الأمنية والاستراتيجية.