قالت دورية "فورين أفيرز" الأمريكية إن الثورة الثانية فى مصر قد فشلت، لأن المجلس العسكرى الحاكم قد تمكن من احتواء الثورة الثانية فى مصر التى بدأت فى 19 نوفمبر الماضى. وأشارت الدورية فى تقرير كتبه الباحث إيريك تراجر، من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إلى أن الحياة خارج ميدان التحرير تبدو عادية، وعلى العكس مما يقال فى القاهرة بأن المجلس العسكرى لم يتعلم شيئا من مبارك، فإن التناقض الصارخ بين ثورة 25 يناير والاحتجاجات الأخيرة، تشير إلى أن المجلس العسكرى قد تعلم درساً واحداً على الأقل من سقوط الديكتاتور حسنى مبارك، فالخطوة الأولة لإنهاء ثورة هو منعها من أن تعطل حياة الناس العاديين، وفى هذا السياق، جعل المجلس من محيط التحرير حدود ثابتة بين العمل الثورى والحياة العادية. والخطوة الثانية، يضيف التقرير، هى أكثر تعقيداً بقدر ما، وهى أن على المجلس العسكرى أن يروج للرأى العام المصرى الأوسع، ويجب أن يقنع الشعب بأن وسائل راحتهم اليومية مفضلة عن الفوضى. وتابعت المجلة قائلة: رغم احتجاج كثير من المصريين على المظاهرات الأخيرة، إلا أن هذا لا يعنى أن بإمكان المجلس العسكرى أن يشعر بارتياح، فعلى الرغم من أن القوى السياسية المنظمة فى مصر بما فيها الإخوان المسلمين والجماعات السلفية قد نأت بنفسها عن المظاهرات الأخيرة، إلا هذه القوى بالكاد تؤيد الحكم العسكرى، فعلى العكس، هذه الجماعات تؤيد قيادة الجيش لفترة انتقالية لضمان إجراء الانتخابات، وبمجرد انتخابها فإنها تتوقع ترجمة ذلك بشكل فورى إلى منحها السلطة، وهو ما يفسر معارضة القوى الإسلامية للمبادئ فوق الدستورية التى يريدها الجيش. وختمت الدورية تقريرها بالقول إن المجلس العسكرى يجيد حتى الآن اللعب بما لديه من أوراق، والانتخابات البرلمانية ولدت مشاعر إيجابية حتى داخل ميدان التحرير، لكن إذا أدت الانتخابات إلى العنف فجأة، أو إذا فشل المجلس العسكرى فى الوفاء بوعوده بتسليم السلطة فى يوليو 2012، فإن هناك مخاطر كبرى بإندلاع مظاهرات ضخمة يقودها الإسلاميون.