«واحدة بواحدة» هذا هو المبدأ الذى سارت وستسير عليه المقاومة الفلسطينية بعد كل عملية عداونية تشنها تل أبيب على المدنيين العزل سواء بغارات جوية لقصف قطاع غزة أو حملات مداهمة واعتقال وتعذيب للفلسطينيين فى الضفة الغربية. أمس قامت «سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة الجهاد الإسلامى وإحدى فصائل المقاومة الفلسطينية بإشعال جنوب إسرائيل بالصواريخ المتواصلة واستهداف موقع «كيسوفيم» العسكرى جنوب قطاع غزة، ردا على اغتيال الأخيرة إسماعيل الأسمر، أحد قياديها، وإصابة اثنين من المواطنين خلال قصف لسيارة مدنية برفح جنوب القطاع فجر أمس (الأربعاء) كما جاءت ردا على استمرار جملة اعتقالات مسعورة بالخليل اعتقلت فيها تل أبيب 20 مواطنا.
الغارة التى شنتها تل أبيب هى واحدة من سلسلة غارات يومية تشنها على القطاع حاصدة أرواح المواطنين، هذه الغارات تعد انتهاكا للتهدئة، التى أشارت تقارير إعلامية مؤخرا إلى موافقة تل أبيب عليها. ويبدو أن رد سرايا الأقصى أتى بثماره أمس حينما رفعت تل أبيب حالة التأهب القصوى مرة أخرى فى التجمعات السكنية بالجنوب معززة من وجود قواتها الأمنية بتلك المنطقة وإلغاء فاعليات جماعية كانت مقررة بناء على تعليمات قيادة الجبهة الداخلية، بما فى ذلك أحد المهرجانات بمدينة أشكلون الجنوبية، وتأجيل مباريات كرة القدم التى كان من المقرر إجراؤها مساء أمس فى بئر السبع وأشدود وأشكلون بل وإغلاق جميع الشواطئ الجنوبية فى وجه المصيفين الإسرائيليين.
لكن الأكثر دليلا على الذعر الإسرائيلى هو تعليمات قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيليين لساكنى التجمعات السكنية المحيطة بقطاع غزة بالبقاء على مقربة من الغرف المحصنة حتى يتمكنوا من دخولها خلال 15 ثانية، إذا اقتضت الضرورة ذلك.