هي النهاية إذن.. إنتصار ميداني ورمزي كبير حققه ثوار ليبيا أمس بسيطرتهم على آخر ملاذات العقيد معمر القذافي الحصينة؛ مجمع باب العزيزية، الذي أحاطه القذافي بهالة أسطورية على مدار حكمه الممتد طيلة 4 عقود، كما دخلوا ما يسمى «بيت الصمود»حيث إعتاد القذافي إلقاء خطاباته منذ إندلاع الثورة في 17 فبراير الماضي، فيما بات مصير العقيد الذي يطارده الثوار في كل مكان مجهولا. الثوار بسطوا سيطرتهم التامة على المجمع الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا جنوبطرابلس، الذي إقتحموه بعد اشتباكات عنيفة مع فلول نظام القذافي استعمل خلالها الجانبان قذائف آر بي جيه وأسلحة أخرى وتبادلا إطلاق نار كثيف، في أعقاب قصف مقاتلات الناتو لأهداف داخل ذلك المجمع شديد التحصين وباب العزيزية شديد التحصين، فهو مكون من ثلاثة أسوار أسمنتية محصنة ضد القذائف، بالإضافة إلى أن أبوابها بمثابة متاهة فعندما تخترق الباب الأول عليك البحث فترة عن الثاني وهكذا، ما قد يعرض قوات الثوار إلى اصطيادها من قبل الكتائب المختبئة في المتاهة. النصر والحسم العسكري ضد نظام القذافي قد تحقق وإن صفحة جديدة في تاريخ ليبيا قد فتحت، كانت هذه كلمات رئيس المجلس العسكري لطرابلس عبد الحكيم بلحاج من داخل باب العزيزية، حيث أكد بلحاج الذي قاد عملية اقتحام باب العزيزية أن الثوار يسيطرون على نحو 90% من المجمع وأنهم أسروا عددا من أفراد كتائب القذافي بعد أن اقتحموا المبنى من أربعة محاور، وأضاف أن عددا من الكتائب فروا إلى حي بو سليم وأن الثوار يلاحقونهم. أما العقيد القذافي فسقوط باب العزيزية نزل عليه كالصاعقة على ما يبدو، إذ تخلى هذه المرة عن تصريحاته المستفزة، ووضعت الحقائق على الأرض حدا لجنونه، حيث اكتفى بالقول إنه موجود في طرابلس ولا نية لديه في مغادرة ليبيا. تصريحات القذافي جاءت على لسان رفيقه المقرب، رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان إيليومجينوف الذي قال في تصريح أوردته أوردته وكالة الانباء الروسية إنترفاكس، إن القذافي أكد له عبر الهاتف “أنا حي وفي صحة جيدة. إنني موجود في طرابلس وليس في نيتي مغادرة ليبيا”. خارج طرابلس، واصل الثوار تحقيق تقدمهم وبس سيطرتهم على المدن والبلدات الليبية، حيث أحكم الثوار سيطرتهم على ميناء راس لانوف النفطي شرق ليبيا، بعد سيطرتهم على بلدة العقيلة الساحلية، ليتقدموا ليصلوا على مشارف بلدة بن جواد.