أخيرا -والحمد لله- اكتشفت أمريكا أن فى ليبيا إرهابا!! طوال الأشهر الماضية كانت واشنطن مشغولة بمحاولة إقناع الدنيا بما لا يمكن أن تقتنع به.. وهو أن ما يجرى على أرض ليبيا هو لعبة «استغماية» بين العصابات الإرهابية!! وأن ما يتابعه العالم من مذابح هناك ليس إلا مشاهد من فيلم هوليوودى ركيك!! الآن.. يخرج المسؤولون الأمريكان ليقولوا: إنهم «اكتشفوا!!» فجأة أن هناك معسكرات لتدريب الإرهابيين فى شرق ليبيا وبالقرب من حدودها مع مصر!! وأنهم -من أجل العشرة الطويلة- قاموا بإحصاء هؤلاء الإرهابيين واحدا واحدا، فوجدوا أنهم لا يزيدون على مئتين.. لذا وجب التنبيه والطمأنة!! هل يذكرك هذا بشىء؟! شخصيا تذكرت أول الأخبار عن ظهور «داعش» فى العراق.. يومها خرج الرئيس الأمريكى أوباما بنفسه ليطمئننا بأن الأمور تحت السيطرة، و«داعش» لا تمثل خطرا يعتد به!! وبعد أسبوعين أو ثلاثة كان نفس ال«أوباما» يخرج صارخا طلبا لتحالف دولى يواجه الخطر وينقذ الأوضاع من إرهاب ابتلع ثلث العراق وسوريا فى أيام.. وقفت أمريكا بجلالة قدرها عاجزة عن مواجهته.. هذا إذا كانت بالطبع راغبة فى المواجهة!! نعرف الآن أننا كنا على حق منذ البداية، حين رفضنا الوصاية الأمريكية، وحين أسقطنا فاشية الإخوان «المتحالفين مع واشنطن» فى 30 يونيو، وحين كشفنا مخطط إغراق المنطقة العربية فى مستنقع الحروب الطائفية والنزاعات المذهبية، لكى تكون الفوضى هى طريق تنفيذ الخريطة الأمريكية الجديدة للمنطقة!! لولا 30 يونيو التى أسقطت المؤامرة، واستعادت الدولة والثورة فى مصر، لكانت الكارثة قد اكتملت.. ولرأينا الخلافة الداعشية الإخوانية تستقر على ضفاف النيل، ورأينا سيناء تتحول إلى معسكر تدريب للإرهابيين تكتشفه أمريكا -كالعادة- بعد أن يوطد نفوذه على الأرض (!!) كما حدث فى العراق وسوريا، وكما كاد يحدث فى سيناء وفى ليبيا.. لولا قرار مصر بأن تتصدى للإرهاب الذى يهددها ويهدد الوطن العربى كله، وليس فقط أن تجرى وراء مخططات أمريكا التى أرادت -منذ البداية- أن تشغلنا، وتشغل العالم، ب«داعش» فى العراق وسوريا، بينما تترك بقية العالم العربى -وفى المقدمة مصر والخليج وشمال إفريقيا- يسقط فى قبضة إرهاب لا تراه عيون واشنطن إلا بعد أن يمسك بالسلطة أو يبدأ فى ذبح المعارضين.. ومع ذلك فحتى حين تراه واشنطن تحاول تزييف الحقيقة بالادعاء بأنه «إرهاب معتدل» لا يستحق أن تحاربه أمريكا، التى تدعى أنها مشغولة بحرب «داعش»، بينما الحقيقة على الأرض تقول إن «داعش» بألف خير ما دام السيد «أوباما» يكتفى ببعض الطلعات الجوية ثم يجلس ليراجع أسعار البترول التى انخفضت إلى النصف فى بضعة أشهر!! منذ 30 يونيو ونحن نقاتل الإرهاب، بينما واشنطن تتمسك بدعم «الإخوان»!! ومنذ أن أعلنت واشنطن أنها ستجمع العالم كله فى الحرب ضد الإرهاب، وهى تتمسك بأن «داعش» هو العنوان الوحيد لهذا الإرهاب، بينما الحقيقة التى تعرفها أمريكا قبلنا تؤكد أن «الإخوان» هى أصل الإرهاب، وأن كل «الدواعش» خرجوا من عباءتها. تقول «واشنطن» الآن إن هناك معسكرات لتدريب الإرهابيين فى شرق ليبيا، وعلى مقربة من الحدود مع مصر.. لا تقول واشنطن إن مصر نبهت لذلك من البداية، ولا تعترف بخطيئتها حين حاصرت مصر ومنعت وصول السلاح إليها، وهى تعانى عصابات الإرهاب.. بدءا من «الإخوان» وحتى تفرعاتها من «الدواعش» فى سيناء شرقا أو فى ليبيا غربا. تقول واشنطن اليوم: إنها رأت أخيرا الإرهاب فى ليبيا!! ونقول لها: «سلامة الشوف»!! كان الإرهاب موجودا من البداية، وكنتم لا ترون إلا من خرج عن السيطرة.. أو من فضح المؤامرة كما فعلنا فى 30 يونيو، وكما نفعل -ونحن نقاتل الإرهاب- حتى الآن!!