ولا أى اندهاش من رفع «الإخوان» أعلام «داعش» وترديد الهتافات باسمها فى مظاهرات أول من أمس «الجمعة» فى حى «المطرية» بالقاهرة، والتى لم تضم إلا بضع عشرات تبذل قوات الأمن جهدها لحمايتهم من غضب المواطنين. .. ولا أى اندهاش بعد أن سقطت كل الأقنعة، وعرف الجميع ما حاول «الإخوان» إخفاءه عن تاريخهم الأسود، وأياديهم الملطخة بدماء المصريين، وجهودهم التى لم تتوقف منذ نشأة جماعتهم فى عشرينيات القرن الماضى، لنشر أفكار التطرف ودعوات التكفير والتجارة بالدين الحنيف. منذ أن بدأ «الإخوان» فى ممارسة الإرهاب واغتيال الخصوم من السياسيين ورجال الأمن وحتى القضاة، كانوا يبذلون الجهد لإبعاد الشبهات أو للهرب من المسؤولية، مرة بأنّ الجناة قد تركوا الجماعة، ومرة بأن جهاز الاغتيال قد تمرد على القيادة، وحتى عندما ثبت أن أوامر القتل قد صدرت من المرشد شخصيا كانت محاولة الإفلات بأن القتلة أخطؤوا فهم ما قاله البنا، وبأنهم «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين»!! إلى آخر المعزوفة التى يجيدونها لإخفاء الحقائق وتبرير الجرائم. وتكرر الأمر بعد ذلك فى مؤامرة 1965 التى قادها سيد قطب للاستيلاء على الحكم بعد اغتيال المسؤولين، وتدمير المنشآت العامة من الكبارى والجسور إلى محطات المياه والكهرباء. يومها أيضا قيل إن سيد قطب خارجٌ على فكر «الإخوان» وقياداتهم، وقرأنا فى الرد عليه «دعاة.. لا قضاة» وتم الترويج لاستمرار المظلومية على «الإخوان»، حتى وجدناهم فى الحكم، فإذا بمرشدهم يقف ليقول على رؤوس الأشهاد إنه «قطبىّ»، نسبة إلى سيد قطب، وإن كل الجماعة معه على الطريق نفسه!! لهذا كانت الدهشة الحقيقية أن تلجأ دول الغرب بقيادة أمريكا إلى دعم الإخوان، للوصول إلى الحكم، وأن تستمر فى دعمهم بعد أن أسقطهم الشعب، وأن تكون الحجة أنهم يمثلون «الاعتدال» فى مقابل جماعات أكثر عنفا تمارس الإرهاب باسم الإسلام! وكان مبعث الدهشة أن هذه الدول «وفى مقدمتها أمريكا» تعرف حقيقة هذه الجماعة أكثر منا، وأن أجهزة مخابراتها تتعامل معها منذ نشأت قبل أكثر من ثمانين عاما على ضفاف قناة السويس، وبالقرب من قاعدة الاحتلال البريطانى فى الإسماعيلية!! لقد كانت إحدى «إيجابيات» صعود «الإخوان» إلى الحكم ثم إسقاطهم السريع من جانب الشعب، هو أن ما تبقى لديهم من أقنعة قد سقط.. اعترفوا بأنهم يَدينون بفكر سيد قطب التكفيرى.. وفتحوا أبواب مصر أمام كل عصابات الإرهاب، التى تدَّعى الإسلام، وحوَّلوا سيناء إلى قاعدة لإرهاب أرادوه شوكة فى قلب مصر، وبديلا عن جيشها الوطنى.. لولا عناية الله وإرادة الشعب وانحياز الجيش إلى وطن كان -وسيظل إلى الأبد- عنوانا للتسامح والاعتدال الحقيقى، والإيمان الذى لا يعرف الغلوّ ولا التطرف. لم يكن أنصار «الإخوان» بحاجة إلى رفع أعلام «داعش» والهتاف باسمه فى قلب القاهرة، فالحقيقة معروفة من البداية، وموقف مصر الذى لم يتغير هو أن الإرهاب واحد وإن تعددت لافتاته، وأن كل عصابات التطرف التى تتاجر بالإسلام قد خرجت من عباءة «الإخوان»، وأن مؤامرة تسويقهم على أنهم «إرهاب معتدل» قد أصبحت تثير السخرية وتفضح النيات عند مَن يروجون لهذه الأكذوبة، بينما مفتى الشر «القرضاوى» يعلن باعتزاز أن زعيم «داعش» هو من أبناء جماعة «الإخوان».. مثله مثل كل الخوارج فى «القاعدة» و«أنصار الشريعة» وغيرها من عصابات الإجرام. يرفع أنصار «الإخوان» أعلام «داعش»، فتسقط آخر الأقنعة، ويظهر الوجه القبيح على حقيقته.. كلهم «إخوان».. وكلهم «دواعش» ولو أنصفوا لرفعوا راية واحدة تقول إنهم خوارج العصر، وأعداء الوطن والدين.