خوارج العصر يتجمَّعون.. سقطت عنهم كل الأقنعة فلم يعد لديهم مفر من اللعب على المكشوف ليثبت للجميع أنهم يعملون -منذ البداية- وفقًا لمخطط واحد يستهدف مصر وشعبها وجيشها. لعبة توزيع الأدوار لم تعد تجدى، الآن تدرك مصر كلها أنها فى حرب شاملة ضد إرهاب منحط يتم حصاره فى سيناء، فيلجأ إلى الوادى.. يحاول حتى فى البحر، كما حدث فى شمال دمياط، ويزرع القنابل على القطارات ومحطات المترو، ثم ها هو يهدد بالخروج فى 28 نوفمبر، ويقول إنه سيرفع المصاحف ويستخدم السلاح! وتطل علينا الوجوه القبيحة للإخوان وحلفائهم لتكرر ما سمعناه منها من على منصة رابعة عن سحق الشعب والتصدِّى للجيش.. وكل هذا الهراء الذى يثبت أننا أمام كائنات فقدت العقل وأسلمت نفسها لمخططات خيانة الوطن والإساءة إلى الإسلام والتآمر على العرب والمسلمين الذين لن يكون لهم مستقبل حقيقى إلا بمصر القوية القادرة على سحق هذا الإرهاب المخطط وهزيمة كل مخططات التآمر التى تدعم هذا الإرهاب، والتى لا تريد أن تنسى ما فعلته مصر شعبًا وجيشًا فى «30 يونيو» حين أسقطت حكم الإخوان الفاشى وكشفت مَن دعموه «ودعموا باقى منظمات الإرهاب» وما زالوا يفعلون!! يتصوَّر إخوان الإرهاب أنهم يمكن أن يخدعوا الناس مرة أخرى إذا رفعوا المصاحف فى مظاهرات يقولون إنهم سيستخدمون فيها القنابل والسلاح! وليس فى الأمر جديد، فالخوارج منذ عصر الإمام علِى يفعلون ذلك، و«الإخوان» منذ بدؤوا نشاطهم يسيرون فى نفس الطريق وتتبعهم كل جماعات الإرهاب. منذ سقوط أول ضحية من المصريين على يد «الإخوان» فى بداية الأربعينيات من العام الماضى، وحتى مذابح «الدواعش» الخطيرة.. يسير هذا الإرهاب على نفس الطريق: يرتكب أبشع الجرائم وهو يرفع زورًا المصحف الشريف.. يخونون الأوطان ويعادون البشرية ويسيئون إلى دين الله، وهم يزعمون «الجهاد» فى سبيله! مشكلتهم فى مصر التى لا يعرفونها أنهم فى بلد أهدى البشرية معنى التوحيد، واستقبل على أرضه كل الرسالات السماوية، وقدم لنفسه وللمسلمين فى كل أنحاء العالم أعظم فَهْم لرسالة الإسلام، دينًا للمحبة وعنوانًا للتسامح ودعوة للعلم وتكريمًا للإنسان. مشكلتهم فى مصر أنهم يواجهون شعبًا يملأ الإيمان صدره، وينير صحيح الدين طريقه.. ويواجهون جيشًا هو جيش الشعب بكل معنى الكلمة.. ولاؤه للوطن وانحيازه الوحيد للأمة.. ولهذا كان طبيعيًّا فى عام حكم الإخوان الأسود أن يدركوا أنهم فى خصومة مع الشعب كله، ومع الدولة بكل مؤسساتها، ومع الجيش الذى لا يعرف له مكانًا إلا مع إرادة الشعب، وكان طبيعيًّا أن يلجؤوا إلى زرع جماعات الإرهاب فى سيناء، وأن يتفقوا -كما فضحهم الإرهابى الهارب عاصم عبد الماجد أخيرًا- على إنشاء حرس ثورى على النمط الإيرانى.. لكى يواجهوا الشعب والجيش، لكن إرادة الله كانت أقوى من تدبيرهم الإجرامى ومن خيانتهم المعتادة. لا يخدعون إلا أنفسهم إذا ظنوا أن رفع المصاحف يمكن أن يخفى إجرامهم وخيانتهم، ولا يلومون إلا أنفسهم إذا توهموا أن أحدًا سيتسامح مع أى استخدام للقوة من جانبهم، ويبقى الأهم: وهو أننا أمام عدو يوحد صفوفه ويعمل وفق مخطط «لم يعد خافيًا» لنشر الفوضى والدمار. ما حدث فى كرم القواديس ثم فى شمال دمياط مع محاولات زرع الفوضى من جانب الإخوان.. كلها علامات تؤكِّد أن المخطط هو التصعيد، وأن حربنا على الإرهاب لن تكون سهلة، وأن الدعم الخارجى لهم مستمر. نعرف أن المعركة محسومة فى النهاية لصالح مصر وشعبها وجيشها الوطنى، ولكن علينا أن لا نتوقف عن السؤال الذى لا بد منه: لماذا لا نتصرَّف من منطلق أننا دولة فى حالة حرب حقيقية؟!