نقلا عن العربية، اتفق الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي والخبير الإعلامي د. ياسر عبدالعزيز على أن الإعلام المصري يعيش وسط إشكالات كبيرة؛ نتيجة لدخول العديد من رجال الأعمال في العمل الإعلامي بأهداف «خفية». وأكد الدكتور صفوت حجازي الداعية الاسلامي في حديثه ل«العربية» أن ذات الوجوه التي كانت تخطط وتدير حملات الترويج لحسني مبارك وجمال مبارك ومجلس الشعب وغيرها موجودون كما هم، كما أن هناك العديد من رؤساء التحرير للصحف الذين يحصلون على مرتبات فلكية دون سبب واضح. وأضاف أن هناك قنوات يقوم عدد من المذيعين فيها على الإبقاء على مصر في ذات الوضع؛ لأن خطابهم ثوري أكثر من الثوار رغم أنهم صنيعة النظام السابق، وبعضهم يذيع أخبارا عن حوادث كبرى قبل حدوثها. وأشار إلى أن الأموال التي تنفق على الفضائيات في مصر لا يمكننا أن ننحي جانبا الأجندات التي تروج لرؤى محددة، بالإضافة إلى غسل الأموال وهي كلها أمور واضحة؛ لأن الإعلام لا رقيب عليه، وبالتالي فمن السهل أن يتم غسل الأموال في تلك الصناعة. وأوضح أنه يرفض الهجوم على أي من المرشحين لرئاسة الجمهورية؛ لأن من حق أي مواطن شريف مصري أن يترشح في الانتخابات، مؤكدا أنه لا يؤيد أي من المرشحين ولكنه رفض الهجوم على المرشحين. وقال إنه يجب على المرشحين أن يعلنوا عن مصادر التمويل لحملاتهم الانتخابية وهو أمر هام جدا، وهناك رؤساء في الدول الأوروبية يتم محاسبتهم ومعاقبتهم بسبب تمويل حملته الانتخابية. وأضاف أن المجلس العسكري يريد أن يصلح الإعلام بطريقته حتى يحقق اجندته، ولذا يجب الانتظار حتى انتخاب رئيس الجمهورية ويكون لديه إرادة حقيقة ويشترك معه البرلمان والحكومة في اصلاح العملية الاعلامية ووقتها ستتوفر الإرادة. وأكد أن إصلاح الإعلام هو أكبر عقبة أمام الرئيس القادم وأمام الحكومة والبرلمان في الاصلاح الذي نبحث عنه، مشددا على أن عقبة إصلاح الاعلام هي أكبر من عقبة الأمن والاقتصاد بكثير. وقال إنه من غير المعقول أن كل خبر أو معلومة تعرف تذاع، ويجب أن يكون هناك مقاييس لإذاعة هذا الخبر أو المعلومة والطريقة التي يذاع بها، ويجب أن يتم التدقيق في مصلحة الوطن أولا وليس مصلحة القناة أو البرنامج، ولكن ما يحدث حالياً أن المذيعين لا يهتمون بمصلحة الوطن وإنما الاهتمام يكون بمصلحتهم الخاصة فقط. وأضاف أن صاحب القناة الخاصة ومدير القناة لا ضوابط لديهما بما يذاع في القناة، مشيرا إلى أنه في فرنسا أول سؤال يتم توجيهه لأي شخص ينشئ قناة هو التمويل وسقف الانفاق ويكون هناك ضوابط أهمها الاهتمام بالسلم والأمن الاجتماعي. وأشار إلى أنه لديه برنامج ديني وهو مجال تخصصه ولا يتناول أي موضوع لا يفهم فيه، كما أن الكلمة سيحاسب الشخص عليها، موضحاً أنه يجب الاهتمام بالمعلومة التي يتم نقلها عبر البرامج ويجب الاهتمام بمصلحة الوطن أكبر كثيراً من أي غرض آخر. ومن جانبه، قال الخبير الإعلامي د. ياسر عبدالعزيز ل«العربية» إن الاعلام هو السلعة الوحيدة التي لا تخضع لأي تقييم، مشددا على أن هناك أموالا تم ضخها لأغراض اخرى غير العمل الإعلامي بعضها من الداخل وبعضها من الخارج، ولا يوجد نظام محدد أو ثابت للعمل الإعلامي. وأضاف أن هناك الكثير من العاملين في الاعلام الآن يعمل من خارج الاعلاميين؛ لأن القطاع أغرى العاملين في الأعمال الأخرى على الانضمام إلى صناعة الإعلام. وأشار إلى أن عمرو موسى من المرشحين المحترفين في التعامل مع العمل الإعلامي، والفريق أحمد شفيق عليه مشكلات سياسية تسبب فيها الاعلام وسيخسر بسبب التصويت السياسي. وأوضح أن عبد المنعم ابو الفتوح هو الرقم الصعب في العملية الانتخابية، وحمدين صباحي ليس لديه الكثير من المعطيات التي يعطيها وإن كان خطابه قريب من الشارع بصورة كبيرة. وقال إنه من الضروري إصلاح الاعلام في مصر، ولكن يجب أن يكون هناك إرادة من أجل تنفيذ هذا ولكن لا تتوفر الإرادة في مصر لتنفيذ هذا الاصلاح. وأضاف أن هناك العديد من التجارب للدول الأخرى وصلت إلى 44 دولة قامت بإعادة هيكلة الاعلام وإصلاحه، ويجب في الأساس تغيير نمط الإدارة في المؤسسات التابعة للحكومة، اما الاعلام الخاص فيجب ألا يكون لديه سقف للحريات ولكن تكون هناك ضوابط ويكون لديه عقوبات وجزاءات واضحة، مؤكدا أن استكمال المثلث الخاص بالإعلام وهو الحريات والرقابة والجزاءات فيكون هناك انضباط اعلامي لدينا فتكون النتيجة النهائية اعلام حقيقي كما نريده. وأشار إلى أن المشكلة تظهر في عدد كبير من الدول العربية أن المذيع يتحول من مذيع إلى زعيم سياسي، موضحا أن هناك خلطاً كبيراً بين الرأي والخبر في العديد من القنوات الفضائية، وبعض المذيعين يعتبر نفسه زعيما أو قائدا سياسيا وليس هناك أي جهود للتدقيق في المعلومات التي يحصل عليها المذيع. وقال إنه يجب أن نكون مع حق صدور كافة التراخيص وليس مع المنع، ولكن يجب ألا تكون دون ضوابط وتكون تلك الضوابط شاملة كافة التفاصيل عن القناة والعاملين في القناة وأصحابها وتمويلها.