يوم الإثنين الماضى تشرفت بمشاركة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بتكريم الزميل والصديق والأخ الراحل خالد السرجانى بصدور كتاب عنه كلفتنى به إدارة المهرجان «المثقف المحترف المحتج». ورغم ضيق الوقت للدعوة لحضور حفل توقيع الكتاب لمشاركة عدد من أصدقاء وأحباء الراحل الكبير قإنه كان حضورًا مميزًا بالفعل ومشاركة مهمة بالحديث عن السرجانى من عبد الله السناوى ونبيل عبد الفتاح وسمير محمود، وأرملته الزميلة نادية الدكرورى التى أبكت الجميع والناقد الكبير كمال رمزى. وحرص الناقد والكاتب الكبير سمير فريد، رئيس المهرجان، على الحضور والحديث عن اختيار خالد السرجانى متحدثًا باسم المهرجان فى تلك الدورة. وقد كان احتفالية بالكاتب والمثقف الراحل كرد اعتبار له على عدم الاحتفاء به فى حياته، رغم زهده فى ذلك، فقد كان كفيلا بنفسه وثقافته واحتجاجه ولم يكن يرغب أبدًا فى أى منصب ويسعى دائمًا إلى الأفضل ويتابع الأحدث فى الثقافة والفن والصحافة والإعلام. وكما كنا أحوج إلى خالد فى تلك الأيام، إلى حالة النقد الصحفى الذى أسسه من خلال صفحة «حق القارئ» فى «صحيفة الدستور» فى إصدارها الثانى، والتى أثارت جدلا كبيرًا وقتها ضد حالة صحافة التوريث، والتى كان يرعاها جمال مبارك والمحتكر أحمد عز. وقد كان فى القاعة المجاورة لحفل توقيع كتاب خالد السرجانى فى المجلس الأعلى للثقافة مؤتمر آخر ينظمه المجلس عن الترجمة، وكان حاضرًا فيه الكاتب والصحفى آلان جريش، مدير تحرير جريدة «لوموند دبلوماتيك» وهى الجريدة التى كان يتابعها خالد السرجانى باهتمام، خصوصًا فى طبعتها العربية، والتى كانت تصدر عن بعض الصحف فى بعض الدول العربية، وتتوقف لأسباب تتعلق أحيانًا بعدم قدرة تلك الصحف على تحمل وجهات نظر وآراء كتّاب الصحيفة الفرنسية. وكان للسرجانى بعض الانتقادات فى ما تنشره «الأهرام» من ترجمات للصحيفة الفرنسية التى يشرف عليها آلان جريش، وقد أوصلها مرارًا إلى رئيس مجلس إدارة «الأهرام» أحمد النجار، بعد أن حصلت «الأهرام» على حقر نشر الملحق «لوموند دبلوماتيك» بالعربية خلال هذا العام. وكانت هناك علاقة طيبة بين السرجانى وآلان جريش، حيث سبق أن التقيا فى أماكن متعددة، وكان من بينها مقر الجريدة. وبعد انتهاء حفل توقيع الكتاب خرجت مع بعض الأصدقاء، منهم الزميل الكاتب الصحفى محمد شعير والمخرج المبدع أحمد فوزى صالح، بالإضافة إلى زميلنا ماجد عاطف، مراسل موقع «باسفيلد». وكانت الصدفة أن يلتقى آلان جريش، حيث جلس معنا على مقهى مسرح الهناجر فى الأوبرا، وذكره المخرج أحمد فوزى صالح برحلة قاما بها معًا إلى منزله فى القاهرة وإن اعتقد جريش فى الأول أنه يقصد مقر سفارة الجزائر فى الزمالك إلا أن المخرج ذكره بمكان آخر فى وسط القاهرة. وأكدت معه أرقام التليفونات لنتواصل، حيث يحضر إلى القاهرة كثيرًا وله علاقات طيبة مع كثير من الكتاب والصحفيين والسياسيين، وانصرف الرجل على وعد بالاتصال واللقاء. لكن فجأة فى اليوم التالى حدثنى زميلنا محمد شعير عن احتجاز الأمن لجريش، بحجة جلوسه مع صحفية وطالبة فى مقهى عام يتحدثون فى الأحداث الجارية، فجرت وشاية من سيدة كانت تجلس بجوارها وللأسف استجاب الأمن سريعًا للقبض عليه، وذلك تأكيدًا لحالة الفوبيا من الأجانب «أو مَن شكلهم مثل الأجانب» والتى يؤكدها الإعلام الردىء!! وهو ما دعا إلى تدخل نقيب الصحفيين لدى رئيس الوزراء للخروج من الفضيحة!! فهل هذا يجوز؟! وهل يمكن أن تستمر عقلية الأمن بتلك الطريقة؟! وهل يمكن محاربة الإرهاب عن طريق الوشايات؟! وهل تلك هى الصورة التى تقدَّم بها البلد فى إعادة بنائها؟! ملاحظات: أحمد موسى وتوفيق عكاشة - النظام الإعلامى الجديد. إصبع محافظ الإسماعيلية سيوجه للشعب كله إذا ظل فى منصبه. من يسعى إلى أن يكون بديلًا لاحتكار أحمد عز فى الحديد أقصد فى الإعلام؟!