والد القتيل: ابنى كان يتمتع بصحة جيدة وتعرض للتعذيب بالحجز والدته: إسلام قال لى قبل ما يموت: «حاسس إن آخرتى فى القسم ده يا أمى».. ومنهم لله الظلمة لحظات ثقيلة من الحزن والأسى تعيشها أسرة الشاب «إسلام» الذى فقد حياته داخل قسم شرطة صباح أول من أمس. أصدقاؤه وأقاربه لم يستطيعوا أن يصدقوا حتى الآن ما حدث، وبأذهانهم تساؤل واحد: ما ذنب هذا الشاب كى يفقد حياته؟ وكيف تحولت فرحة العائلة بزفاف ابن عمه إلى حسرة على وفاته؟ «التحرير» التقت الحاجة عطيات، 44 سنة، والدة الشاب المتوفى والتى كانت فى حالة يرثى لها، فقد افترشت الأرض بعدما فقدت القدرة على الوقوف من شدة صدمتها، وبادرت حديثها بالدعاء على من حرق قلبها على نجلها الكبير، واستكملت: «ألقى القبض على إسلام منذ أسبوع تقريبا أثناء عودته من فرح ابن عمه على كوبرى الساحل، حيث فوجئ بقوات الأمن تضع الكلبشات فى يده بعدما عثروا بحوزته على قرص (ترامادول) كان أحد أصدقائه قد أعطاه إياه كمجاملة فى الفرح، وهذا شىء طبيعى جدا يحدث فى أغلب الأفراح الشعبية، والشباب بيجاملوا بعض». وأضافت: «علمت بخبر حبسه فى اليوم التالى فتوجهت لزيارته بالقسم، وقتها أخبرنى بسبب القبض عليه وطلب منى أن أسامحه على أخطائه، وقتها شعرت أن هناك شيئا غريبا، فسألته ماذا بك فقال لى: (حاسس إن آخرتى فى القسم ده يا أمى)، لم أبالِ بحديثه واعتقدت أنه من تأثير ما يعانيه. واتصلت به خلال الأسبوع أكثر من مرة فى أوقات الزيارات لكن لم أذهب إليه ثانية بعدما طلب منى أن لا أدخل القسم مرة أخرى بسبب الإهانة التى أتعرض لها. وقال لى: (علشان خاطرى يا حبيبتى ما تزورينيش فى القسم تانى، أنا مش عايزك تتبهدلى بسببى)». تنساب الدموع من عيون الأم قبل أن تضيف: «فوجئت بعمته تتصل بى وتخبرنى أن إسلام قد مات فى القسم وأن جثته بمستشفى التحرير المركزى بإمبابة، فأسرعت إلى هناك لأجد فلذة كبدى فى المشرحة ووجهه به آثار الضرب الذى تسبب فى وفاته، وقتها سقطت على الأرض من شدة الصدمة وشعرت بأن نارا تأكل فى جسدى كله، وكنت على استعداد لأن أتوجه إلى قسم إمبابة وأقتل بيدى كل فرد به لآخذ حق إسلام. ومنهم لله الظلمة». واختتمت أم إسلام: «أتمنى لو أنه يعود للحياة مرة أخرى لأقبل قدمه وأعتذر له على الظلم الذى عاش به طوال حياته، فأنا أول من جار على حقه بعدما تركته لأبيه وزوجته ولم أفكر فى مراعاته على مدار سنوات عمره كلها، ولم أهتم بأموره، وتركته وكأنه يتيم الأم وأنا على قيد الحياة»، واختتمت: «يا رب اغفر له وارحمه بحجم المعاناة التى عاشها فى حياته، فقد عاش معذبا ومات معذبا أيضا». الحاج سعيد عز الدين، الذى فقد السند، وقال فى غيظ: «قوات الأمن التابعة لقسم الوراق هى من ألقت القبض على إسلام لكنه احتجز داخل قسم إمبابة لعدم وجود حجز بالوراق، وقبل وفاته بيومين تلقيت اتصالا هاتفيا منه أخبرنى فيه أنه يعانى فى محبسه وله خصوم يعاملونه أسوأ معاملة، وطلب منى نقله إلى أى حجز آخر». واستكمل: «فوجئت باتصال هاتفى من قسم إمبابة يخبرنى بموت إسلام وطلبوا منى التوجه إلى المستشفى لتسلُّمه، وعقب حضورى إلى القسم قابلت محمد أبو القاسم رئيس مباحث قسم الوراق وقال لى: (ابنك تعب وأصيب بضيق تنفس وطلعناه خارج الحجز فمات)، وأكد الأب أن نجله لم يتجاوز ال24 عاما، كان بصحة جيدة ولا يعانى من أى أعراض، ولم يكمل أسبوعا فى الحجز، وأوضح الأب أنه عندما دخل المشرحة فوجئ بتعرض نجله للتعذيب. وأضاف: «صحيح ان إسلام غلط بإنه أخد قرص الترامادول من صاحبه، لكن دا طيش شباب مايستاهلش إنه يموت ويترمى فى المشرحة بالشكل ده». واختتم: «كل ما أتمناه أن آخذ حق ابنى الذى مات غدرا وظلما، وأريد أن أوجه كلمة إلى المسؤولين بقسم إمبابة: انتوا كده ضميركم مرتاح؟ ربنا يحرق قلوبكم زى ما حرقتوا قلبى على ابنى».