لم يعط الرئيس السوري بشار الأسد أي فرصة لوزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة لبحث الأزمة في سوريا، للتعاطف معه، مع استمرار آلة القتل العسكرية في حصد أرواح المزيد والمزيد من أحرار هذا البلد في عدة مدن سورية، حيث تفيد تسريبات من داخل مقر الجامعة العربية في القاهرة بأن مشروع البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب يدعو إلى تشديد العقوبات على سوريا ووقف كل أشكال التعامل الدبلوماسي مع الحكومة السورية. كما يطالب البيان حسب وكالة «رويترز» بإرسال قوات حفظ سلام دولية الى سوريا وأنهاء مهمة بعثة المراقبين العرب إلى هذا البلد المنتفض منذ أكثر من 10 أشهر طلبا للحرية. وقدم رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا محمد الدابي استقالته من منصبه للأمين العام للجامعة العربية مع بدء وزراء الخارجية العرب إجتماعهم لبحث الخطوة التالية لحل الأزمة السورية، بعد فشل إصدار قرار من مجلس الأمن، فيما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن نبيل العربي الأمين العام للجامعة قرر قبول استقالة الدابي، على خلفية اتهامات المعارضة السورية له بالتستر على جرائم النظام السوري، وإقترح تعيين وزير خارجية الأردن الأسبق عبد الاله الخطيب مبعوثا له الى سوريا. وأضافت الوكالة «هذه الاستقالة تأتي بداية للنظر في إقتراح يناقشه وزراء الخارجية العرب لإرسال بعثة مشتركة من الجامعة العربية والأمم المتحدة لحفظ الأمن في سوريا». هذا فيما أعلن رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن تونس ستستضيف مؤتمر «أصدقاء سوريا» في 24 فبراير الحالي. يأتي هذا بينما يواصل الجيش عملياته، لسحق المعارضة، وبلغ عدد القتلى برصاص جيش الأسد وقوات أمنه 67 شخصا أكثر من نصفهم في حمص التي تتعرض لقصف عنيف منذ نحو أسبوع، بينهم 14 عسكريا منشقا، حسبما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية.