رمزية العلم، لا تعنى شيئا على أرض الواقع، لكن تمثل كثيرا لدى هؤلاء الذين رقصوا وابتهجوا، بعدما نزع شاب مصرى العلم الإسرائيلى من على مقر سفارتهم فى الجيزة، ورفع العلم المصرى مكانه. لكن، وبعد هذه الفرحة، لا بد أن نسأل: هل لا بد أن ترفع كل سفارة علم دولتها عليها، ومتى يتم إسقاط أو تنكيس الأعلام من على السفارة، وهل هناك وقائع سابقة تم فيها إنزال علم الدولة من على سفارتها؟ المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور عبد الله الأشعل، الذى كان سابقا نائبا لوزير الخارجية، قال ل«التحرير» إن مقر سفارة أى دولة «ملك لهذه الدولة، ومن حقها أن ترفع أى علم عليها، حتى وإن كان علم ناد رياضى، لأن لها كامل السيادة على المقر. وليس من حق الدولة المضيفة أن تطالبها بتنكيس العلم، أو وضع علم آخر»، موضحا أن اقتحام مقر سفارة أى دولة «يعد فى عرف القانون الدولى، مثل اقتحام الحدود، وإعلان الحرب على هذه الدولة». وأشار الأشعل إلى أن الشاب أحمد الشحات، الذى أنزل العلم الإسرائيلى، يعد حسب القانون الدولى والمصرى «مجرما ومتهما، وإن كان حسب جمهور الشعب، بطلا شعبيا يجب الاحتفاء به، وهو يستحق ذلك بالفعل»، بحسب الأشعل. الأشعل، أوضح أن واقعة الشحات «هى الأولى من نوعها، بين بلدين بينهما علاقات دبلوماسية»، موضحا أن القانون الدولى «ينص على أن لا يتم اقتحام مقر السفارة، ما دامت هناك علاقات دبلوماسية، ولا بد الالتزام بالقوانين والأعراف الدبلوماسية، أو تكون هناك قطيعة دبلوماسية». مصدر فى الخارجية قال ل«التحرير» إن بقاء العلم المصرى على المبنى الموجود به السفارة الإسرائيلية هو محاولة من إسرائيل لامتصاص الغضب الشعبى الذى يسيطر على الشارع حاليا، وأشار إلى أن إسرائيل يمكنها أن تصعد مسألة إنزال علمها بالقوة لكنها لم تفعل ذلك بسبب الاتصالات التى تجرى حاليا بين مسؤولين كبار بالخارجية والمجلس والمخابرات العامة وشخصيات مهمة فى إسرائيل الهدف من منها تهدئة الأوضاع الملتهبة على الحدود وأمام السفارة. السفير هانى خلاف يرى أن القاعدة أن تضع كل دولة علمها على سفارتها، والشاذ أن تكون السفارة بلا علم، مشيرا إلى أن هناك قواعد تنظم هذه المسألة، منها أن يتم تنكيس العلم فى حالات معينة منها أن يتم التنكيس فى حالة وفاة رئيس الدولة صاحبة السفارة، وفى حالات الحداد التى يتم إعلانها عقب وقوع الكوارث والحوادث الكبيرة التى تعلن فيها الدولة الحداد، فكل سفارات هذه الدولة بالخارج تنفذ الحداد وتنكس أعلامها هى الأخرى. وعن الوضع الخاص بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، قال خلاف إن هناك بعض الدول لا تهتم بالمسائل الرمزية ما دام لم يؤثر ذلك على الأنشطة الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وكذلك لم يتم تحريك العسكر، وفى هذه الدول قلائل مهتمون برمزية الأشياء أكثر من اللازم، لكن هناك كثيرون لا يعيرون الأمر اهتماما لأنهم على يقين بأن الفعل هو أقصى رد فعل يمكن أن تتخذه هذه الدولة.