أحداث متتالية كان من المستحيل حدوثها قبل 9 أشهر .. ومن الصعب تخيلها حتى ساعات قليلة ، الكل كان يتوقع مسيرة رمزية لمحاولة تحطيم الجدار ، لكن ما حدث بعد ذلك سيجعل من يوم 9 سبتمبر فاصلاً في تاريخ العلاقات المصرية – الإسرائيلية . بل وربما فى مستقبل الشرق الأوسط كله . فقد تطور الأمر لنجاح كامل في تحطيم الجدار ، ثم كرر 4 متظاهرين حكاية أحمد الشحات أمام السفارة الإسرائيلية ، ونجحوا فى تسلق مبنى السفارة وإسقاط العلم الإسرائيلى وحرقه وسط ضربات الشواكيش التى نجحت فى هدم الجدار الأسمنتى الذى تم بناؤه على كوبرى الجامعة وأمام مبنى السفارة ، وقام الشباب الذين نجحوا في انزال العلم في اقتحام مقر السفارة نفسه وفوجيء آلاف المتظاهرين في اسفل العمارة بأمطار من الأوراق والوثائق ومحتويات السفارة تهبط عليهم . وكانت " حرب الشواكيش " مدرجة ضمن جدول أعمال جمعة تصحيح المسار .. وبالفعل مع حلول الساعة الثالثة بدأ المتظاهرون في التوافد علي مقر السفارة الإسرائيلية وهم يحملون أعلام مصر وفلسطين وتركيا ، ثم بدأوا فى تكسير الجدار العازل وسط هتافات وتصفيق وزغاريد ، وبخلاف الشواكيش استخدم الشباب أعمدة الإنارة والحبال ، ثم بدأت محاولة 4 شباب في تسلق مبنى السفارة ونجح أحدهم فى الفوز بماراثون الوصول للعلم الإسرائيلي وسط تصفيق المتظاهرين وعدد من الشخصيات العامة منهم المخرج خالد يوسف ، كما أشعل عدد من شباب الألتراس الشماريخ والألعاب النارية . مئات المتظاهرين حاولوا الوصول لأكثر من ذلك وهو اقتحام مبنى السفارة من بابها ، وبدأ بعض المتظاهرين فى قذف السفارة الإسرائيلية بالحجارة، لكن قوات الأمن المركزى والشرطة العسكرية، المسئولة بتأمين المبنى قامت باستعمال الصواعق الكهربائية لمنعهم ، وهو الأمر الذى أثار المتظاهرين وجعلهم يرشقون قوات الأمن بالحجارة، وبعدها انسحبت مجموعات الأمن المركزى من أمام السفارة تلبية لمطالب المتظاهرين ، ثم وقعت اشتباكات حادة بين متظاهرين من الألتراس وقوات الأمن المركزى المتمركزة بشارع أحمد نسيم خلف السفارة الإسرائيلية ، والغريب أن كل ذلك حصل وسط ظلام دامس بعدما تم قطع الكهرباء عن المنطقة ، وقد نفى المهندس أسامة عسران، رئيس شركة جنوبالقاهرة لتوزيع الكهرباء تعمد قطع التيار الكهربى وألقي بالمسئولية علي محافظة الجيزة . وقد دفعت قوات الجيش ب3 مدرعات لتأمين السفارة الإسرائيلية من جانب السفارة السعودية، خاصة وأنه مع حلول العاشرة مساء انسحبت قوات الشرطة بعدما قام المتظاهرون بحرق سيارتين للأمن المركزى وحطموا 4 سيارات أخرى، كما تم اشعال النار فى شجرتين بشارع محمد نسيم ، وقد أعلنت وزارة الصحة والسكان، أن المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية أسفرت عن 23 مصابا، تم نقل 10 منهم إلى مستشفى بولاق العام، فى حين تم إسعاف 13 منهم فى موقع المظاهرة. وعلي الجانب الآخر وفي أول تعليق إسرائيلي على ما حدث .. قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلى "دانى أيالون "، إن السفارة الإسرائيلية فى مصر غير مشغولة وأن الدبلوماسيين الإسرائيليين فى منازلهم ولا يخشى على حياتهم ، بينما أشارت القناة الثانية الإسرائيلية إلي إن وزارتا الخارجية والدفاع الإسرائيليتين تجرى سلسلة مشاورات واتصالات مع الجهات المصرية والأمريكية والأوروبية المختصة بعد أن عقدتا اجتماعاً طارئاً لحماية سفارتها.