يصر المرشح المحتمل للرئاسة محمد سليم العوا، على استدعاء صوت العقل دائما، حتى لو كان ذلك ضد التيار، فعلى الرغم من حالة التصعيد الشعبى ضد إسرائيل بعد استشهاد ستة مصريين على الحدود، فإنه يرى أن «التصعيد مع اسرائيل فى الوقت الراهن يعتبر حماقة نظرا إلى ما تتعرض له البلاد داخليا وخارجيا»، مؤكدا أنه مع أن يتم استرجاع جميع الحقوق المصرية من إسرائيل دون تصعيد. من غير المقبول، فى وجهة نظر العوا، الاعتداء على السفارات وحرقها لأنها تُعتبر أراضى آمنة، كما أن ذلك لا يجوز شرعا، مضيفا خلال كلمته التى ألقاها مساء أول من أمس، فى المؤتمر الشعبى الانتخابى، فى الإسكندرية، أن اتفاقية كامب ديفيد هى عهد وجب على الطرفين الوفاء به إلا فى حالة أن يخلفه أحدهما مما يستوجب الرد على خلف العهود. العوا قال إنه لا يمكن اعتبار مصطلحى «التيار الإسلامى» و«الإسلاميين» استثناء لبعض المسلمين، لأن كل المسلمين محسوبين على التيار الإسلامى، لأنه يعبر عن أفعالهم وعقيدتهم التى بنيت على القرآن والسنة النبوية، مما يعنى أن انتهاء التيار الإسلامى متعلق بموت كل المسلمين فى مصر، رافضا أن يُستخدم ذلك المصطلح للتعبير عن «الرجعية»، مشيرا إلى أن الإسلاميين لا يمكن إقصاؤهم عن المجتمع المصرى لأنهم يمثلون 94% من المواطنين. مدنية الدولة ليست ضد الإسلام، كما قال العوا، ولا توجد دولة دينية فى الإسلام، حيث إن الدولة التى قامت منذ عهد الرسول كانت مدنية، ومن تولوا شؤون الدولة فى عصر الرسول لم يكونوا أكثر الناس علما بالقرآن، بل أصحاب الرأى، مثل عمرو بن العاص الذى أُرسل فى غزوة ذات السلاسل بعد أيام من إسلامه، وهو ما يعنى أن الدولة كانت بالكفاءة لا بالإيمان، إلا أن بعض التيارات العلمانية تحاول الترويج لمفاهيم مغلوطة، حتى لا يصبح للدين مكانة فى المجتمع، فلا يوجد حاكم مدنى وحاكم إسلامى، إنما حاكم مدنى وحاكم عسكرى، لا يمكن فصل الدين عن الدولة وسياساتها، بحسب العوا، لأنه يعتبر مكونا أساسيا فى حياة الإنسان، أيا كانت ماهية الدين، مشيرا إلى أن أحدا لن يسمح لأى حاكم أن يأتى بدولة لا تدع للدين مكانا أو اعتبارا، وستشتعل الأمور إذا لم يتم تطبيق مرجعية الشريعة الإسلامية فى الدولة. العوا لم ينته من برنامجه الانتخابى بعد، وقال إنه لن يستطيع إنهاءه إلا عند صدور قانون الانتخابات الرئاسية الذى لم يصدر بعد، موضحا أنه لا تعنيه مسألة الخلاف على شكل الانتخابات البرلمانية القادمة، بالقائمة النسبية أو بالأفراد، وإنما يعنيه أن يتم انتخاب الشخص الأصلح، لأن العبرة بصلاح الشخص نفسه لا بكيفية الانتخابات، فقد تأتى قائمة نسبية كلها من الفاسدين، ولا يجب أن يأخذ الناس بتلك الشكليات، مشيرا إلى أنه ليس للتاريخ السياسى لأى مرشح معنى، ولكن الأهم ماذا سيصنع فى المستقبل، فكثيرون من كبار السياسيين غيروا مواقفهم بعد توليهم مناصب سيادية. «مصر لحمها مر»، بحسب وصف العوا، وليست قطعة تورتة يأخذ منها من يشاء كما يظن البعض، مشيرا إلى أنه يجب على من لا يصدق، ذلك أن يتمعن قليلا فى نهاية من حاولوا الاستيلاء على البلاد ولو بعد حين.