«هاتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بيا».. يبدو أن إيران بدأت تنفذ هذا المثل المصرى الشهير فى صراعها مع الغرب، الذى يدل على ضرورة أن تسبق خصمك بخطوات قبل أن يوجه ضرباته إليك. فبالأمس هددت طهران بوقف صادراتها النفطية للاتحاد الأوروبى، وذلك ردا على العقوبات الدولية التى يفرضها الغرب على إيران فى محاولة لوقف برنامجها النووى. تلك الخطوة التى تهدف من ورائها طهران إلى الإضرار باقتصاديات الدول الأوروبية المنهكة بالفعل جراء الأزمات المتلاحقة، فالدول الأوروبية كانت تدرس حظر النفط الإيرانى، ولكن بعد فترة طويلة حتى لا تتأثر اقتصادياتها، ولكن البرلمان الإيرانى يبحث اليوم (الأحد) قانونا ينص على وقف صادرات النفط للاتحاد الأوروبى الذى سيدخل فى حال إقراره حيز التنفيذ اعتبارا من نفس اليوم. حسين إبراهيمى نائب رئيس لجنة الخارجية والأمن بالبرلمان الإيرانى أكد أمس أن «برلمان الجمهورية الإسلامية سيلغى بيع النفط لأوروبا اعتبارا من الأحد»، مع العلم بأن طهران تعد خامس أكبر مزوّد للاتحاد الأوروبى بالنفط بعد روسيا والنرويج وليبيا والسعودية، ومنعها الصادرات فجأة سيصيب عددا من الدول الأوروبية بالشلل. حرب الصادرات بين طهران والغرب لم تكن هى المجال الوحيد للضغط على إيران، حيث عادت إسرائيل للتلويح بالحرب العسكرية، التى أكد عدد من مسؤوليها أمس أن الأخيرة لن تنتظر تأثير العقوبات الاقتصادية من قبل الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة لمنع إيران من امتلاك الترسانة النووية. إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى أكد أمس إصرار تل أبيب على منع إيران من أن تصبح دولة نووية، مشيرا إلى أن «الأمر بالنسبة إلى إسرائيل أصبح مسألة ملحة، خصوصا مع اقتراب الإيرانيين من مرحلة لا ينفع معها أى ضربة». التصريحات العسكرية الإسرائيلية تأتى بعد وقت ضئيل من زيارة رئيس الأركان الأمريكى مارتن ديمبسى لتل أبيب للتباحث مع قادتها حول المشكلة الإيرانية، مما يجعل تقارير عديدة تشير إلى أن عملية عسكرية إسرائيلية قد تكون قاب قوسين أو أدنى من طهران، وهو ما أكدته وثيقة نشرها مركز «بيجن» للدراسات الاستراتيجية بتل أبيب عن مدى تضاؤل رد فعل إيران الانتقامى بعد ضربها عسكريا.