كانوا يريدون احتفالا كرنفاليا تحت مسمى إحياء ذكرى ثورة 25 يناير.. هكذا كان جنرالات معاشات المجلس العسكرى يريدون. .. وهكذا كانت حكومة الجنزورى تريد. .. وهكذا كان المجلس الاستشارى العسكرى يريد. وهكذا كانت جماعة الإخوان تريد بالاتفاق مع المجلس العسكرى الذين أوحوا إليهم أنهم يملكون الشارع، وأنهم أصحاب الثورة. .. وهكذا كان يريد السيد البدوى الذى صرح بأنه سينزل إلى ميدان التحرير للاحتفال باعتباره مفجّر الثورة (!!)مع أن الجميع كان يعرف موقفه المضاد -ولا يزال- من الثورة، لكنه لم يستطع الاقتراب من الميدان لأنه يدرك جيدا كيف سيكون مصيره.. فالثوار يعلمون جيدا مشاركته فى الإفساد السياسى مع نظام مبارك وصفوت الشريف ورئيس جهاز أمن الدولة المتهم بقتل المتظاهرين حسن عبد الرحمن. وهكذا كان يريد مجموعة الإعلاميين «المتحولون» وقنوات الفلول الذين يعملون الآن لصالح الجنرال إسماعيل عتمان والمجلس العسكرى ومنهم من يورد إلى المجلس العسكرى شخصيات تحت زعم أنهم من المثقفين والسياسيين.. وبعضهم فلول ويقدمون خدمات له فى برنامجه التليفزيونى الذى يقدمه باعتباره رئيس البرامج أو رئيس تحرير القنوات -ومن ثم هو رئيسه- التى يمتلكها رجل الأعمال رئيس الحزب السياسى المدّعى المعارضة! .. لكن خيب الله ظنهم جميعا.. وخيبهم الشعب. .. فنزل الناس إلى الشارع وميادين التحرير فى جميع محافظات مصر لاستكمال ثورتهم والدفاع عمّا بذلوه ضد نظام مبارك المخلوع وفساده واستبداده ودم شهدائهم الذى يتاجر به من يتكسبون من الثورة الآن.. وهم الذين كانوا يعقدون اتفاقات مع النظام المخلوع وأجهزته الأمنية. خرج الشعب مرة أخرى تحت مطلب واحد هو رحيل العسكر.. وقد دوّت صرخاته فى كل مكان فى مصر «يسقط يسقط حكم العسكر».. «إرحل.. إرحل». فلم يعد المجلس العسكرى ولا من حوله محل ثقة بعد ما اقترفه فى حق الشعب العظيم الذى قام بثورة مجيدة بهرت وألهمت العالم كله. لكن لم يدرك ذلك جنرالات معاشات المجلس العسكرى.. وما زالوا حتى الآن لا يدركون أن الشعب لا يريدهم فى الحكم دقيقة واحدة.. الشعب قام بثورته من أجل أن يمارس حقه فى اختيار رئيسه وممثليه بشكل ديمقراطى وعبر انتخابات حرة ونزيهة وفى ظل وجود دستور يليق بشعب مصر ومكانته وتاريخه. .. وقد كان خروج الشعب إلى الميادين فى كل أنحاء المحافظات بمثابة استفتاء شعبى حقيقى على رفض وجود العسكر فى الحكم.. فلم يعد لهم محل من الإعراب فى التمسك بالسلطة حتى لو لمدة ساعات لا حتى يونيو القادم كما يدّعون.. وعليهم أن يأخذوا معهم من أتوا بهم من حكومة عجوزة فاشلة ومجلس استشارى معاشات. الغريب أن المجلس العسكرى أصدر أول من أمس بيانا طريفا أنه «لم يحن الوقت بعد لإعلان حقائق كثيرة لشهور وأيام ما قبل الثورة حتى لا يقال إننا لا نتجمّل.. وإنه مر عام كامل على ثورة الشعب فى 25 يناير على الظلم والقهر والانهيار الكامل الذى أصاب مصر خلال العقود الأخيرة». وقال البيان «لقد انتظرناها ولم نكن نعرف مَن يفجّرها حتى رأينا بأعيننا شباب الثورة وهم يبذلون أرواحهم فى سبيل مصر أمام أعتى وأشد أدوات القمع..». فيا أيها جنرالات معاشات العسكر إن شباب مصر لا يريدكم الآن.. ولم يعد يثق بكم ومعه الشعب كله.. فعليكم الرحيل الآن. يا أيها الذين فى المجلس العسكرى إن ما جرى يوم 25 يناير هو استفتاء شعبى على استكمال الثورة ورحيل المشير وجنرالاته فى المجلس العسكرى. إنه استفتاء حقيقى وليس على طريقة الجنرال الدكتور ممدوح شاهين.