القوى الإسلامية نزلت إلى الميدان، للاحتفال بثورة يناير، فى عيدها الأول، فهل ستنزل إليه مرة أخرى، اليوم، لإحياء «جمعة الغضب»؟ وكيف ينظر الإسلاميون إلى ما تم فى «التحرير» أول من أمس؟ القيادى فى «الحرية والعدالة» على عبد الفتاح، أكد أن الجماعة لن تشارك فى مظاهرات اليوم، بأى شكل من الأشكال، سواء بالحضور الميدانى، أو عبر لجان شعبية لحماية المنشآت والمؤسسات، لافتا إلى أن الإخوان خرجوا يوم 25 يناير للاحتفال بأنهم نزعوا السلطة التشريعية والرقابة من المجلس العسكرى، الذى لن يستطيع إصدار قوانين فى ما بعد، وتابع: «الجماعة أرادت أيضا أن تؤكد نفس مطالب الميدان، وهى حق الشهداء وضرورة المحاكمات العادلة والعاجلة لرموز النظام السابق، وكذلك أهمية وجود أجندة تشريعية توفر للمواطن المصرى حياة كريمة». عبد الفتاح يقول: «بما أن رسالة الأربعاء 25 يناير، وصلت إلى المجلس العسكرى، فلن ندخل فى مزايدات مع أحد»، مضيفا «نحن نعرف جيدا كيف نحقق أهداف الثورة، ولا يعنى اتفاقنا على نفس الأهداف أن لا نكون مختلفين فى الوسائل». موضحا أن وسيلة الإخوان استكمال مطالب الميدان، من خلال البرلمان، حيث إنها تؤمن بالتزاوج السياسى الشعبى دون تعطيل المصالح أو هدم المؤسسات. المحامى الإخوانى صبحى صالح أكد بدوره أن الجماعة لم تقرر المشاركة اليوم، فضلا عن عدم مشاركتها فى أى نوع من الاعتصامات، رافضا أن يكون هناك أى ارتباط بين نزول الجماعة، أول من أمس، إلى الميدان، وبين الخروج إلى مظاهرات اليوم، حيث إن الأربعاء 25 يناير، كان بالنسبة إلى الجماعة عيد الثورة، أما اليوم فهو فاعلية يقرر فيها كل فصيل مشاركته من عدمها. من ناحية أخرى وصف مدير المكتب الإعلامى للجماعة الإسلامية، محمد حسان، احتفال الشعب المصرى بذكرى ثورة 25 يناير ب«الصورة المشرفة والطيبة والسلمية»، مشيرا إلى أن وجود التيار الإسلامى بقوة فى الميدان أسهم فى الحفاظ على الاستقرار، وأن رغبة البعض فى الاعتصام فى الميدان كان أمرا متوقعا. حسان قال إن مشاركة الجماعة اليوم ستكون رمزية من دون منصات، وأضاف: «لا داعى لتسميتها بجمعة الغضب، فالشعب سينزل إلى الميدان لكى يحتفل بثورته، لا للغضب أو الصدام». حزب النور أكد أنه سيشارك فى جمعة الغضب الثانية، وأنهم ما زالوا معتصمين فى ميدان التحرير، منتقدين موقف جماعة الإخوان المسلمين فى وضع بنارات مكتوب عليها «العيد الأول لثورة 25 يناير». عضو الهيئة العليا للحزب، الدكتور هشام أبو النصر، قال إن «النور» سيشارك فى مليونية اليوم للحفاظ على شكل الثورة العام، مشيرا إلى أن مطالب الثورة لم تتحقق ولم يشعروا بأى تغيير منذ رحيل مبارك، لذا فالحزب يؤكد أنه سيظل ثائرا حتى تتحقق الأهداف. المتحدث باسم الجبهة السلفية، الدكتور خالد سعيد، يرى أن مصر خسرت كثيرا فى مليونية 25 يناير، بسبب حالة الاحتقان والاستقطاب، التى ظهرت واضحة، بين القوى الإسلامية والليبرالية، فى أثناء فاعليات أول أيام الثورة، موضحا أن التيارات الإسلامية يُوجَّه إليها اتهام بأنها تسير على خُطى المجلس العسكرى، والكلام على لسانه، فى حين أن العلمانيين يعانون من التطرف السياسى ويعادون القوى الإسلامية، لأنها حصلت على أغلبية مقاعد البرلمان، مشددا على أن القوى الليبرالية كانت ستحتفل فى 25 يناير، إذا ما كانت نتائج الانتخابات قد أسفرت عن اكتساح أحزابها، واصفا أفعال الليبراليين ب«الأنانية».