كان متوقعاً أن تفشل لقاءات التفاوض التي تجريها حكومتا رام الله وتل أبيب بالأردن خلال الأسابيع الأخيرة، والتي وصلت لمحطة إخفاق جديدة دون تحقيق أي نجاح، فإسرائيل لا تريد التوقف عن الاستيطان وسرقة أراضي الفلسطينيين والتعامل العدواني معهم، كما لا تريد الاعتراف بدولة فلسطينية بحدود 67. لكن ماذا عن الخطوة القادمة لرام الله؟، منذ أسابيع أعلن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية أنه لن يستمر في المباحثات بعد ال26 من يناير إذا لم يتحقق شئ وأن جميع الخيارات مفتوحة، وها هو اليوم الذي تحدث عنه عباس قد أتى ومازال الحديث يدور عن لقاءات أخرى، حيث صرح ناصر جودة وزير الخارجية الأردني أن المفاوضات مستمرة حتى الأسبوع المقبل، بينما نقلت وكالة «معا» المقربة من حركة فتح عن مسئولين فلسطينيين قولهم «إن عباس ينوي استشارة الدول العربية بشأن خطوته القادمة في 4 فبراير القادم». جودة أضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الاردنية الرسمية «إننا الآن في مرحلة تقييم نتائج هذا الجهد بالتشاور في الأيام المقبلة مع الأطراف المعنية والرباعية الدولية ولجنة المبادرة العربية للسلام»، مشدداً على «استمرار الأردن بإجراء الاتصالات والاجتماعات وبذل كل الجهود للوصول إلى تقييم شامل حول آلية الاستمرار بهذه المفاوضات وكيفية التحرك بالمرحلة المقبلة». لكن هل سيثمر استمرار المفاوضات عن جديد؟، صحيفة هآرتس لا تتوقع هذا، خاصة مع تقريرها الذي نشرته وأشارت فيه إلى جو التوتر والمشاحنات الذي كان يسود تلك اللقاءات بين الطرفين، مضيفة أن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين فوجئ بحضور مسؤول عسكري إسرائيلي هو العميد آساف أوريون، أثناء المفاوضات مع إسحاق مولخو سكرتير رئيس حكومة تل أبيب. ورفض عريقات الحديث عن الترتيبات الأمنية التي كان ينوي العميد الصهيوني الحديث عنه، مؤكداً على ضرورة بحث حدود الدولة الفلسطينية قبل تلك الترتيبات، وهو ما جعل مولخو يرد بغضب على عريقات بقوله «إذا كنت غير مخوّل لبحث هذا الموضوع عليك ترك المفاوضات وإرسال من هو مخوّل لكي نتفاوض معه».