بدأها بالنداء واختتمها بالحلم.. وفى ما بينهما كان فاصل طويل من الموسيقى التى كان يعزفها بكل أجزاء جسده بحيوية فاجأت الحضور الذى امتلأت به قاعة المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية عن آخرها مساء الخميس الماضى، وهو المكان الذى شهد عودة عازف الجاز يحيى خليل للحفلات بعد غياب قارب العام، حيث غنى مع فرقته فى بداية الحفل كلمات للشاعر أحمد فؤاد نجم كان قد لحنها الشيخ إمام: «بنادى على كل بيت فى مصر ندايا أنا لكل بيت مش لقصر، بلدنا فى محنة نظامها دابحنا، ولا بد إحنا نصونك يا مصر»، وقبل أن يودع جمهوره ردد كلمات لحنها هو وكتب كلماتها الشاعر عبد الرحيم منصور، حيث أهداها إلى عازف الجاز الشهير فى جلسة جمعتهما، وتقول: «باحلم وفى الحلم راحة.. باحلم بعالم غريب». اختار الرجل لحفله عنوان «الثورة مستمرة»، ليثبت أن الموسيقى عنوان آخر من عناوين تلك الثورة، فحيا الجميع بمقطوعة موسيقية جديدة تحمل عنوان «الأمل»، وبعدها «دنيا»، ومجموعة أخرى، ثم حيا عددا كبيرا من الإعلامين والسياسين الذين اعتبرهم وجوها مهمة فى الثورة المصرية، منهم الدكتور البرادعى الذى قال إنه يذكّره بالزعيم الزنجى مارتن لوثر كنج، لأنه أشعل الثورة فى بدايتها، وقبل أن يفكر فيها كثيرون، معبرا عن حزنه الشديد بعد إعلانه عدم الترشح فى انتخابات الرئاسة، كما أثنى على مواقف الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى وقال «مبارك أفرج عنه غصب عنه، مع ذلك ظل معارضا له ولنظامه»، وذكّر الحضور باللقاء التليفزيونى الشهير الذى جمع الروائى علاء الأسوانى بالفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، مضيفا «بعد اللقاء ده اتكسف وقدم استقالته على طول»، كما أشاد بالمواقف السياسية المشرفة للروائى وأستاذ العلوم السياسية عز الدين شكرى.