وافته المنية بعد صراع طويل مع السرطان.. وكان قد عاد لتوه من رحلة علاجية بأمريكا الفنان الراحل شكل مع أحمد رجب الثنائى الأشهر فى الصحافة المصرية ياسر رزق: رحل رمز كبير فى الصحافة والكاريكاتير عمرو سليم: الراحل كان بطلاً لأنه استطاع إضحاك المصريين فى هذا الزمن مصر ودعت فجر أمس واحدا من رموزها الفنية والإبداعية وهو الفنان مصطفى حسين، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 79 عاما. وقد شيعت أمس السبت، جنازة الفنان الراحل من مسجد السيدة نفيسة إلى مدافن أسرته، بينما تقرر إقامة العزاء بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين، مساء الأربعاء المقبل. شارك بالجنازة عدد من الشخصيات العامة، أبرزها الكاتب الصحفى ياسر رزق، رئيس تحرير «أخبار اليوم»، ووزير الرياضة السابق طاهر أبو زيد ورئيس مجلس إدارة «دار الشروق» إبراهيم المعلم وعدد من الصحفيين بمؤسسة «أخبار اليوم». بينما غاب لأسباب صحية الكاتب الصحفى أحمد رجب، الذى شكّل والراحل ثنائيا أنتج على مدار أعوام رسومًا كاريكاتيرية سياسية واجتماعية. الكاتب الصحفى ياسر رزق، قال فى تصريحات صحفية عقب أدائه صلاة الجنازة إن الراحل كان رمزًا كبيرًا فى الصحافة المصرية بصفة عامة وفن الكاريكاتير بصفة خاصة، حيث ظل متربعا على عرش الكاريكاتير لسنوات طويلة وشكل مع الكاتب الصحفى أحمد رجب ثنائيا متناغما أثرى الحياة الصحفية والفنية وفن الكاريكاتير. رزق أضاف أننا سنفتقد كثيرًا فن الراحل قائلا «ربنا يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته». رسام الكاريكاتير، الفنان عمرو سليم، قال إن رحيل مصطفى حسين بمثابة صدمة كبيرة على فن الكاريكاتير بصفة عامة، قائلا «من يجعل الناس تشعر بالبسمة فى هذا الوقت يبقى بطل، وبالفعل مصطفى كان بطلا حقيقيا»، مضيفا أن حسين كان قامة كبيرة للكاريكاتير المصرى. وردا على تساؤل حول ما إذا كان هناك مواقف قد جمعت بينهما قال سليم ل«التحرير»: «لم تكن هناك مواقف جمعت بيننا، فقد كنت رساما فى مؤسسة روز اليوسف وهو فى أخبار اليوم، وهما مدرستان مختلفتان، فلم يكن هناك مواقف مشتركة بيننا». أما رسام الكاريكاتير، الفنان جمعة فرحات فقال ل«التحرير»: إن علاقتى بالفنان الراحل مصطفى حسين تمتد لأكثر من 10 سنوات فى الجمعية المصرية للكاريكاتير، التى كان يرأسها، وكنت أنا نائبا له، قائلا «للأسف أكثر ما يحزننى أننى خارج القاهرة، ولن أحضر جنازته، ولكننى سأعود لأحضر عزاءه». وتابع فرحات «فقدت صديقا عزيزا علىَّ، ومن أكثر الأصدقاء قربا إلى قلبى»، داعيا له بالرحمة والمغفرة. كان حسين قد عاد منذ أيام من مستشفى سوس كلوريتا بالولايات المتحدةالأمريكية إلى مصر لاستكمال علاجه، بعد إجراء جراحة دقيقة لإزالة ورم سرطانى خبيث، خضع وقتها للعلاج الكيميائى من وقت لآخر هناك. رسام الكاريكاتير الأشهر فى مصر، ولد فى 7 مارس 1935، كان يرسم كاريكاتيرا اجتماعيا سياسيا يوميا فى جريدة «الأخبار» المصرية، وصاحب أشهر الشخصيات الكاريكاتيرية. وشكل مع الكاتب أحمد رجب ثنائيا رائعا، عملا معا لأعوام، فكان أحمد رجب صاحب الأفكار، ومصطفى حسين صاحب الريشة. حسين التحق بكلية الفنون الجميلة قسم تصوير بجامعة القاهرة عام 1953، وتخرج فيها عام 1959، وبدأ حياته الصحفية فى دار الهلال 1952، وكان يشارك فى تصميم غلاف مجلة «الإثنين»، وفى عام 1956 عمل رساما للكاريكاتير بصحيفة «المساء»، وظل بها حتى عام 1963، ثم انتقل للعمل فى صحيفة «أخبار اليوم» ومجلة «آخر ساعة»، ومنذ عام 1974 وهو مستمر فى العمل بصحيفة «الأخبار». أما عن الشخصيات الكاريكاتيرية التى أبدعها مصطفى حسين فقد تركت أثرا لا يمحى فى مسيرة الكاريكاتير المصرية: ففلاح كفر الهنادوة اعتبره كثيرون تطورا مهما فى الكاريكاتير السياسى فى الصحافة العربية، وشخصيات مثل «كمبورة، عزيز بك الأليت، عباس العرسة، قاسم السماوى، عبده مشتاق، الكحيت، عبد الروتين، مطرب الأخبار، على الكومندا» عبرت عن الواقع المصرى.