فقدت مصر صباح اليوم، السبت، صاحب الريشة السحرية التى زلزلت عروش الحكومات وأحد أشهر رسامى الكاريكاتير الساخر "مصطفى حسين" ، عن عمر يناهز 79 عاماً، وذلك بعد صراعه مع المرض ، حيث عاد منذ أيام من مستشفى سوس كلوريتا بالولايات المتحدةالأمريكية إلى مصر لاستكمال علاجه، إلا أنه وافته المنية فجر اليوم. ويعتبر مصطفى حسين أحد أهم المبدعين فى مجال السخرية السياسية وكان كاريكاتيره اليومى فى الصفحة الأخيرة لجريدة الأخبار محل أهتمام الملايين من أبناء الشعب المصرى لتعبيره الصادق عن هموم المواطن وانتقاده اللاذع للحكومات المتتالية على حكم مصر حيث شكل مع الكاتب أحمد رجب "دويتو" رائعا، عملا سويا لأعوام، فكان أحمد رجب صاحب الأفكار، ومصطفى حسين صاحب الريشة.
مصطفى حسين رسام الكاريكاتير الأشهر فى مصر، ولد فى 7 مارس 1935، كان يرسم كاريكاتيرا اجتماعيا سياسيا يوميا فى جريدة الأخبار المصرية، وصاحب أشهر الشخصيات الكاريكاتيرية فى مصر وتحولت معظم شخصياته إلى أعمال درامية كوميدية من أشهرها مسلسل "قط وفار، وناس وناس" وكان من أشهر الشخصيات التى إبتدعتها ريشته السحرية "فلاح كفر الهنادوة" الذى اعتبره الكثيرون تطوراً مهماً فى الكاريكاتير السياسى فى الصحافة العربية، خاصة بعد شهرة فلاح كفر الهنادوة بأحاديثه للرئيس مبارك والحكومة، ومن أشهر أحاديث فلاح كفر الهنادوة الذى يرمز لشعب مصر، تلك التى كانت مع رئيس الحكومة الراحل د.عاطف صدقى، وكان يناديه دائما بالبيه عاطف.
ومن شخصياته الكاريكاتيرية كمبورة و"المواطن"،"سيسى مان"، "عزيز بك الأليت"، "أسلوب حياة"، "مطرب الأخبار"، "عباس العرسة"، "على الكومندا"، قاسم السماوى وحنطوره، وعبده مشتاق والكحيت.
وقد التحق "حسين" بكلية الفنون الجميلة قسم تصوير بجامعة القاهرة عام 1953 وتخرج فيها عام 1959، وبدأ حياته الصحفية فى دار الهلال عام 1952 وكان يشارك فى تصميم غلاف مجلة "الاثنين"، وفى عام 1956 عمل رساماً للكاريكاتير بصحيفة المساء، وظل بها حتى عام 1963، ثم انتقل للعمل فى صحيفة "أخبار اليوم" ومجلة "آخر ساعة"، منذ عام 1974 وظل حتى وفاته مستمر فى العمل بصحيفة "الأخبار".
ورغم سخريته التى زلزلت عروش الحكومات إلا أنه قد حصل على جائزة الدولة التقديرية فى عهد كل من "السادات ومبارك ومرسى"، وجائزة الدولة التشجيعية من المجلس الأعلى للثقافة، وحصل على الجائزة الفضية فى مهرجان "إكشهير" بتركيا، عام 1974, ونوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1985، وجائزة الدولة التشجيعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1985، وشهادة تقديرية من جامعة المنيا، عام 1997، والجائزة الثانية فى الملتقى العالمى بإمارة دبى، وشهادة تقديرية من جامعة مصر الدولية، عام 2000، وتم تكريمه فى المهرجان الدولى للثقافة، عام 2001، وجائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى عام 2003. ومن أهم الوظائف التى تدرج فيها حسين، رئيس تحرير مجلة الكاركاتيرعام 1989، رئيس للجمعية المصرية للكاريكاتيرعام 1993، أستاذ غير متفرغ بكلية الفنون عام 1999، محكم لمسابقة دولية لفن الرسم بدبى عام 2000، والإشراف على الإدارة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط عام 2010. انتمى مصطفى حسين للعديد من الهيئات منها عضو بالمجلس الأعلى للرسم ، و عضو بالمجالس القومية للكاريكاتير، وعضو بهيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة نقيب الفنانين التطبيقين، وله نشاط فنى كبير حيث اشترك في تأسيس مجلة للرسم عام 1964، واختير "حسين" كأحسن رسام صحفى عام 1980 في استفتاء مجلة صباح الخير.
وقام حسين بتصميم وسام نجمة سيناء التي تقلدها الرئيس السادات عام 1990 حيث ابدع في رسمها لما يمتاز به من موهبه في فن الرسم، وأقيم معرض له بمتحف الفن الحديث للكاريكاتير.
ويمتلك الراحل العديد من المقتنيات الفنية في فن الرسم بمتحف الفن الحديث، ومركز الإبداع بالإسكندرية، والهيئة العامة للكتاب، والمحكمة الدستورية العليا والمعهد العالى للموسيقى.
وقدم حسين العديد من رسوم كتب الأطفال فى مصر والعالم العربى، وصمم أفيش الدورة السادسة والعشرين للمهرجان السينمائى الدولى عن مدينة الإسكندرية كعاصمة للسياحة العربية هذا العام.