كشفت أجهزة الأمن بالقليوبية عن فضيحة جديدة داخل مركز «الحياة لعلاج الإدمان»، ببنها والذي يعمل بدون ترخيض ويقوم بتعذيب المرضى باستخدام طرق غير علمية ووحشية لعلاجهم وأغلبهم من أبناء الأسر والعائلات بمختلف المحافظات. من جانبه أمر وزير الصحة، الدكتور عادل العدوي، بإغلاق المركز فورًا واتخاذ الإجراءات القانونية حياله، كما تم التحفظ علي كميات الأدوية المنتهية الصلاحية والتي تم ضبطها داخل مخزن بالمركز، فضلًا عن السلاسل والعصي التي عثر عليها وكانت تستخدم في تعذيب المرضي النفسيين، وكان قد تلقى العقيد وائل نبيل رئيس مباحث مركز بنها بلاغًا من كل من دكتور مسعد مرقص بشارة، مدير الإدارة الصحية بمدينة بنها، والدكتورة مها محمد التهامي ، مديرة إدارة العلاج الصحي بمديرية الصحة ببنها، وبصحبتهم «ش.ر، 31 سنة»، مدمن، ويتلقى علاجه بمركز «الحياة للطب النفسي ببنها» بدون ترخيص، حيث اتهموا في بلاغ رسمي القائمين على المركز بتعذيب المرضي، وعلاجهم بطرق وحشية وتقييدهم بالسلاسل وضربهم بالعصي بدعوى أن هذا الأمر نوع من أنواع العلاج بدار الأيتام. تم إخطار اللواء محمود يسرى، مدير الأمن، فانتقل اللواء عرفة حمزة مدير المباحث، والعقيد حسام الحسينى مفتش المباحث، وبصحبتهم لجنة من مديرية الصحة إلى مكان البلاغ، وتبين وجود أدوية منتهية الصلاحية وتم التحفظ عليها، كما تم العثور على أدوات عبارة عن «عصي، وسلاسل» داخل إحدى الغرف. وبتوقيع الكشف الطبي على المرضى المحجوزين تبين إصابة كل من «م.ذ، 31 سنة، سائق»، بجرح سطحي أعلى الساق اليسرى بطول "7" سم، و«ه.م، 23 سنة عاطل»، مصاب بكدمة بمنتصف الصدر دائرية الشكل، و«ا.ي، 25 سنة حاصل على ليسانس»، مصاب بسحجات بالعضد الأيسر، و«أ.ح، 28 سنة، سائق» واتهموا القائمين على المركز بالتعدي عليهم بالضرب، بحجة أنهم يقومون بعلاجهم وتلقيهم مبالغ مالية بزعم أنهم أطباء متخصصون سوف يقومون بعلاجهم من الإدمان. وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط القائمين على المركز وهم كل من «بسام.ع 33 سنة»، مدير الدار و«محمد.أ، 37 سنة»، إخصائي نفسي بالدار، و«أحمد.ع، 27 سنة عامل»، مساعد وعامل بالدار، و«مسعد.أ، 28 سنة»، كهربائي، و«سعيد.ص 35 سنة»، عامل بالدار، و«"نبيل.أ، 28 سنة»، و«أم هاشم.م 39 سنة طباخة»، وتحرر محضر بالواقعة. من جانبها تحفظت النيابة العامة علي المركز بالكامل، وتم تحريز المضبوطات وتشميع أبواب المركز بالشمع الأحمر واصطحاب المتهمين ال8 للنيابة لسماع أقوالهم، وتشكيل لجنة من وزارة الصحة لتحديد الطرق المثلي لعلاج المرضي النفسيين والمدمنين علميًّا وعمليًّا، وعما إذا كانت تتوافر هذه الشروط في المركز المزمع من عدمه، فيما برر المتهمون الذين تم ضبطهم داخل المركز عدم وجود تراخيص رسمية، بأن المكان لايزال تحت التأسيس وهو أمر ينافي التحريات والوقائع، التي أكدت أن هذا المركز يعمل منذ سنوات وأن هذه ليست المرة الأولي التي يحدث فيها هذا الأمر، وأنها تكررت منذ سنوات وسبق إغلاق هذا المركز لكنه عاد بعد فترة ومارس نشاطه من جديد، بعد أن تغيير الأسم والموقع من كفر الجزار لمدخل قرية ورورة وسط صمت رهيب من مسئولي الصحة، حيث لم يفكر أحد في زيارته برغم تعليق لافتة مكتوب عليها بالنص «مركز الحياة لعلاج الإدمان». من جانبه قرر المهندس محمد عبد الظاهر ، محافظ القليوبية ، إغلاق المركز نهائيًّا لعدم وجود تراخيص والتحقيق مع المتورطين وأسباب عدم اتخاذ أي إجراءات بشانه طوال الفترة الماضية، كما طلب المحافظ تشكيل لجنة عاجلة من مديرية الصحة للتفتيش علي المنشات الطبية غير المرخصة بالإقليم، وإعداد تقرير بشأنها واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها حفاظًا علي حياة المرضي من هذه الأماكن التي لاتتوفر المواصفات العلمية المطلوبة في هذا الشان، وأكد المحافظ أن صحة المواطن فوق كل إعتبار ومن يتاجر بها سنواجهه بحزم وحسم، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة حيال هذا المكان وفقًا لما تنتهي إليه تحقيقات النيابة العامة حيال هذا الشأن.