أنفاق القطاع مفاجأة استراتيحية.. تتفوق على التكنولوجية الإسرائيلية لم تعد حماس عدوًا بسيطًا والمعركة علمت تل أبيب أن الثمن باهظًا جدًا 150 ألف صاروخ فلسطيني تغطي كل سنتيمتر من الأراضي المحتلة كتب- محمد عطية: بعنوان «الأنفاق المظلمة في غزة»، أعدت صحيفة «معاريف» العبرية تقريرًا حول العملية العسكرية في قطاع غزة، وقالت إن «الأنفاق في قطاع غزة تعتبر رمز المرحلة الحالية من الحرب، وأول قتيلين للجيش الإسرائيلي سقطا بسبب كمين بأحد تلك الأنفاق، ويبدو أن الأخيرة ستشغل بال إسرائيل لسنوات عديدة». وذكرت الصحيفة أن «أنفاق غزة تمثل مفاجأة استراتيحية متعددة الأوجه؛ وفي تاريخ حرب العصابات استخدمت الأنفاق كوسائل لمفاجأة الجيوش النظامية، وتتميز بعدد من المميزات على رأس عنصر المبادئة والعمل من الكمائن وتصدي قوات صغيرة لأخرى كبيرة، والهجمات التي تأتي بغته، والتي لا تنفع معها أي تكنولوجيا». ولفتت إلى أن تل أبيب واجهت دائما الأنفاق، في حرب لبنان الثانية أمام حزب الله تبين أن للأخير منظومات كاملة من السراديب والأنفاق السرية والتي ينطلق منها المهاجمون ويشنون ضرباتهم ثم يختفون، وعلى محور صلاح الدين فيلادلفيا مع مارس نشرت حماس مدينة من الأنفاق من أجل هدفين؛ الأول هو القيام بعمليات ضد تل أبيب والثاني التهريب"، موضحة أنه منذ "خروج الجيش الإسرائيلي من غزة عام 2005 زادت منظومة الأنفاق الحمساوية إلى 1200 نفقا، والمصريون نجحوا في إغلاق العديد منها». وقالت إنه من خلال هذه الأنفاق «لم تعد حماس عدوًا بسيطًا والمعركة الأخيرة علمت تل أبيب أن الثمن الذي تدفعه فيها باهظًا جدًا، وتقديرات مؤسستها العسكرية تحذر من زيادة عدد القتلى والمصابين بسبب هذه الأنفاق». وأضافت أن «التهديد الآن يتمثل في منظمة إرهابية تطلق أكثر من ألف صاروخ علينا، من بينها صواريخ طويلة المدى تصل للتجمعات السكانية الإسرائيلية، ما يمثل إنجازًا لحركة حماس»، لافتة إلى أن إسرائيل عرفت الآن أن الصواريخ التي تملكها حماس متطورة ومحسنة ودقيقة بشكل كبير، وتعلم أن حول مدنها ينتشر أكثر من 150 ألف صاروخ من جميع الأنواع، والتي تغطي كل سنتنيمتر مربع من أراضينا مع إطلاقها». وختمت تقريرها بالقول إن «العملية الإسرائيلية في غزة تشبه الآن نفقًا مظلما دخلت قواتنا إليه للقضاء على أخطاره وتهديداته، لكننا وحتى الآن لم نر نهاية النفاق على الطرف الآخر». وبدورها، قالت صحيفة «يسرائيل هايوم»، إن تل أبيب ملزمة بإيجاد حل جذري لمشكلة الأنفاق في قطاع غزة؛ موضحة أن الحرب هناك كشفت وبشكل تدريجي البنية التحتية للأنفاق التي حفرتها حركة حماس والتي تنتهي داخل أراضي إسرائيل، لافتة إلى أن الحديث يدور عن تهديد استراتيجي نما وترعرع خلال السنوات الأخيرة بدون أي رد من قبل تل أبيب، ومن شأنه أن يكبدها خسائر باهظة في الأيام المقبلة. وأضافت أن العملية الفلسطينية التي قتل فيها مؤخرًا 4 جنود إسرائليين من بينهم قائد كتيبة، كانت الثانية من نوعها خلال يومين وفوجئت فيها القوات بهجمات تشن عليها من تحت الأرض، الأمر الذي حدث بالرغم من المعلومات الاستخباراتية التي حصل عليها جهاز الأمن الداخلي «الشاباك» عن توغل فلسطيني متوقع، لكن في ظل جهل إسرائيل بمخارج النفق الهجومي تمتع المقاتلون الفلسطينيون بأفضلية على جنود تل أبيب. وقالت: «تقديرات تل أبيب الآن تفيد بأن حماس ستقوم خلال الأيام المقبلة بمحاولات لتفعيل أنفاق هجومية إضافية»، لافتة إلى أن هذا يأتي في الوقت الذي تنفق فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية الملايين لاقتناء وسائل تكنولوجية للعثور على تلك الأنفاق دون جدوى، مضيفة أنه رغم إعلان تل أبيب الكشف عن 5 أنفاق خلال العام الماضي إلا أنها جزءا ضئيلا جدًا من المنظومة الكبيرة التي حفرتها الحركة الفلسطينية.