«هو الغنى بيدوس ع الفقير»، التساؤل الذى جاء على لسان والدة نجار الدقى الذى قتل منذ أيام بسبب كلبين، كان يحمل المرارة والفزع من المصير الذى لقيه الرجل على يد كتيبة الإعدام التى أزهقت روحه وحرمت طفله من انتظار والده الذى يأتى مساء حاملا قطع الحلوى، بينما تقف مديرية أمن الجيزة بكامل رجالها بدءا من مدير أمنها ومرورا بجهاز مباحثها برئاسة اللواء كمال الدالى الذى لا يستقوى سوى على الغلابة، على حد تعبير أهالى النجار المقتول. أم النجار تروى ل«التحرير» لحظات الموت التى سلبتها «ظهرها» وألقت به فى مخالب المال والسلطة لقتله بلا رحمة، الأم قالت إن جبروت موظف تسبب فى قتل نجلها بسبب كلبين اتهمه بسرقتهما، بأن خطط للجريمة واستعان بنجليه العاطلين، ومعهم 3 بلطجية نفذوا حكم الإعدام بعد 4 ساعات تفننوا خلالها فى تعذيب ابنى، وعندما تأكدوا أنه فارق الحياة مثّلوا بجثته وتخلصوا منها بإلقائها من أعلى عقار المنزل حتى يكيفوا الجريمة على أنه سقط فى أثناء قيامه بعمل نقاشة بالشقة، لكن آثار التعذيب وأقوال الجيران كشفت الواقعة فهربوا، بينما ما زالت مباحث الجيزة عاجزة عن القبض عليهم. نادية نصار والدة النجار مصطفى الذى فقد حياته بسبب اتهامه بسرقة كلبين، طالبت بالقصاص من المتهمين وإعدامهم بميدان التحرير، وإلا ستضطر إلى القصاص لدم ابنها الذى راح هدرا على يد يوسف حسين وابنيه أحمد ومصطفى و3 بلطجية استعان بهم المتهم لإجبار ابنى على الاعتراف بسرقة كلب من عندهم.. «ابنى مش حرامى»، تقولها أم النجار رغم أن ظروفهم المادية صعبة للغاية، لكنها تصر على أنها ربت أولادها على العيش بحلال. وبعينين دامعتين أكدت الأم أن ابنها لم يسرق الكلب، والدليل أنه كان بيعمل رخصة فى نفس اليوم الذى اتهموه فيه بسرقة الكلبين، لكنا فوجئنا بعدها بمكالمة هاتفية من المتهم أحمد يوسف يطلب منه تشطيب شقتين نجارة ونقاشة، وطلب منه الحضور لمعاينة الشقتين، واتفق معه على زيارتهم عقب عودته من العمل، وفى الموعد المحدد ذهب المجنى عليه إليهم فوجدهم مجهزين كتيبة الإعدام وفى انتظاره، وكانت عبارة عن 3 بلطجية وخراطيم مياه وكوريك سيارة وقاموا بتوثيقه بالحبال والتعدى عليه بالضرب، وظلوا يعذبونه حتى سقط مصطفى مغشيا عليه ولفظ أنفاسه الأخيرة، فقاموا بإلقائه من أعلى العقار بالدور السادس.