كتب- سماح عوض الله و يونس محمد فضيحة بكل ما تحمله الكلمة من معان، ظلت حبيسة الكتمان طيلة 11 عامًا كاملة، حصلت «التحرير» على تفاصيلها، تفيد بإختصار قيام مساعد وزير داخلية سابق، بتزوير شهادة الثانوية العامة لأحد أمناء الشرطة، ولم يكتف بذلك بل قام بإلحاقه بكلية الطب على الورق فقط، وقدمه إلي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي على أنه «أمين أجتهد ليصبح طبيبًا»، ثم قدمه لمبارك بنفس الصفة لينال حظوة عند رؤسائه، الصدفة كشفت المستور أول أمس مع ملاحظة الضباط الجدد لكثرة إجازات أمين الشرطة، وبالاستفسار أدعي أخذها لإكمال دراساته العليا بكلية طب عين شمس وبالتحري تبين كذبه، بمواجهته أعترف بالتفاصيل المدوية. ثلث خدمتة إجازات للدراسة وحصل على تكريمات مالية لتفوقه الدراسى تعود الواقعة، لتقدم أدهم عبد العظيم، أمين شرطة بقطاع تدريب قوات الأمن القاهرة الجديدة، بطلب «إجازة تفرغ» بحجة تركيزه في دراساته بكلية الطب، وهو ما لم يرق لرؤسائه، نظرًا لاعتياده طلب إجازات، وساور الشك أحد الضباط الجدد في الإدارة، بسبب طريقة تحدثه التي لا تليق بطبيب وتصرفاته، وقام الضابط بالتحري بنفسه عن الأمر، ومعرفة عدد إجازات الأمين المذكور، وكانت المفأجاة عندما اكتشف أن المتهم حصل علي ما يساوي ثلث خدمته فى الشرطة إجازات بمقابل مادى، لنفس غرض تأدية الأمتحانات. جامعة عين شمس تفجر المفاجأة وبالتحري عن مواعيد الامتحانات فجرت جامعة عين شمس مفأجاة أخري من العيار الثقيل، إذ تبين عدم قيده بالكلية، وعدم صلته بمهنة الطب من الأساس، وأن الجامعة لم تمنحه أية أوراق أو شهادات جامعية تنتمي لأي كلية، وعلي الفور قام الضابط الشاب بالنبش في تاريخ التحاق أمين الشرطة بالخدمة، وحصل علي ملفه وبفحص الشهادات العلمية المقدمة من المتهم للإدارة وبعض المحررات الرسمية تبين عدم صحتها وأنها مزورة، ما دعاه في النهاية إلى تحرير محضر ضد أمين الشرطة يتهمه فيه بالتزوير والتدليس وانتحال صفة طبيب، حمل المحضر رقم 3505 جنح القاهرة الجديدة لسنة 2014. النيابة، بدورها تلقفت الواقعة بعد ورود المحضر الرسمي إليها، وكشفت تحقيقات محمود حمدي وكيل النيابة القاهرة الجديدة، عن مفأجات مدوية بنفي الأمين المتهم قيامه بالتزوير، كاشفًا أن اللواء حسن عبد الحميد، مساعد أول الوزير الأسبق بالإدارة العامة لتدريب قوات الأمن والمتهم حالياً فى قضية «سخرة الجنود»، بإقناعة بذلك. اللواء حسن عبد الحميد زور له شهادة الثانوية من 11 عاما وألحقه بطب عين شمس علي الورق وشرح «الطبيب المزيف»، التفاصيل للنيابة، بأن مساعد الوزير قام باستضافته بمكتبه منذ عام 2003، وعرض عليه الالتحاق بكلية الطب بشهادة مزورة، وأن يدعي دراسته بكلية الطب، وحينما أبدي تردده أقنعه اللواء «عبد الحميد»، أنه لن يجرؤ أحد علي مسه بسوء أو التحري حوله وأنه سيقوم بمساعدته لتسهيل الأمر له، وحصوله على الأوراق التي تؤكد ذلك على أمل أن يقوم بتقديمه بعد ذلك كواجهة مشرفة أمام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في احتفال كلية الشرطة ب«عيد العلم»، في محاولة منه لإبراز الدور الذي تقوم به الإدارة لتدريب قوات الأمن، مسترسلًا في قذف مفاجآته بتقديمه للنيابة لشهادات تقدير قام العادلي بمنحها له في ذات الاحتفال عام 2006 وفي عام 2010 تم تكريمه من الرئيس الأسبق مبارك فى أحد الاحتفالات. المتهم: مساعد الوزير أمرني بالجريمة لتقديمي للعادلي في عيد العلم على أنني من المتميزين وأنا عبد المأمور.. وأخبرت رؤسائئ بعد الثورة فألتزمو الصمت وأضاف المتهم فى التحقيقات، أن خوفه هو ما دفعه للرضوخ لأوامر رؤسائه بشأن إدعائه بالانتماء لكلية الطب، متسائلا هل بقدرة أحد الاعتراض على أومر قاداته لا سيما قبل الثورة؟، مضيفًا أنه قام بعد الثورة بالاعتراف بما حدث أمام بعض أفراد الإدارة الجديدة والتي قابلت اعترافاته بالسكوت وعدم التعليق على حد قوله. كانت الإدارة العامة لتدريب قوات الأمن، قد تقدمت بدورها ببلاغ ضد أمين الشرطة المذكور، تتهمة بانتحال صفة طبيب، تم تحرير المحضر اللازم وإحالته إلى المستشار وليد السعيد رئيس نيابة القاهرة الجديدة وبالتحقيق معه أمرت النيابة بحبسه اربعة أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات الواقعة بالتفصيل.