ثورة جديدة على الأبواب، فى ظروف تتشابه كثيرا مع ظروف ثورة 25 يناير الماضية، حيث النظام عاد لطرق أبواب النشطاء فجرا، وحيث تمسك العسكريون بالسلطة، مما يجعل الثوار يزدادون تماسكا ورغبة فى القضاء على كل الممارسات القمعية، ويجعل المجلس العسكرى يحاول إصلاح الأخطاء بارتكاب الخطايا، التى كان آخرها اقتحام منزل الناشط ضياء الصاوى، مما اعتبره مراقبون خطة للترهيب والترغيب يقوم بها العسكر لإجهاض الثورة المصرية الثانية فى 25 يناير القادم. الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية»، الى جانب حركة شباب «6 أبريل» (الجبهة الديمقراطية) واتحاد شباب الثورة، ومجموعة كبيرة من الحركات السياسية والشبابية، اجتمعت أمس، للرد على تحركات المجلس العسكرى ضد شباب الثورة، مؤكدين استمرارهم فى الدعوة والحشد للتظاهر فى 25 يناير، وأنهم لن يتركوا المجلس العسكرى ينجح فى مخططاته لإجهاض الثورة. أما شباب «كفاية»، فقد أعلنوا بدء حملة طرق الأبواب، التى ستقوم بها مجموعة من الناشطين والناشطات، وترتكز على التوجه للمنازل، وعرض مجازر المجلس العسكرى بحق الشباب، ودعوة المواطنين إلى المشاركة فى الثورة المقبلة، مؤكدين أن الدور الأساسى، الذى سيقوم به الشباب، هو طمأنة المواطنين، نظرا لكثرة الشائعات التى تنتشر عبر وسائل الإعلام الحكومية، من أن 25 يناير القادم سيكون يوم حريق للوطن. أمين إسكندر، وكيل مؤسسى حزب الكرامة، أكد ل«التحرير» رفضه فكرة الاعتصام المفتوح بداية من 25 يناير المقبل، معللا ذلك بأنه سيتسبب فى خسارة تأييد الرأى العام، مقترحا الاحتفال بالثورة، ورفع مطالبها الأساسية، التى لم يتحقق منها سوى القليل، ثم نعطى مهلة لتنفيذها بعدها نعود إلى الميدان من جديد، قائلا إننا نريد استعادة الشعب تأييد الثورة من خلال استعادة حقوقه. عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، قال ل«التحرير» إن مشاركة الحزب فى مليونية 25 يناير المقبلة، جاءت لتؤكد عدة مبادئ من بينها سلمية الثورة، وحقوق الشهداء، وسرعة محاكمة المتسببين فى إفساد الحياة السياسية، وعلى رأسهم مبارك وعصابته، مضيفا أنه من خلال هذه المليونية سنؤكد أن الميدان مكمل وداعم للبرلمان، معتبرا أن المعركة الحقيقية اليوم تتمثل فى تسليم السلطة من العسكر إلى المدنيين، وصياغة دستور توافقى ديمقراطى مدنى، وإعادة بناء منظومة قانونية تخدم المواطن بدلا من المنظومة القائمة التى تخدم الحاكم. الدكتور جمال حشمت النائب البرلمانى عن حزب «الحرية والعدالة» قال إن الإخوان سينزلون إلى كل ميادين مصر فى ذكرى الثورة فى 25 يناير المقبل فى مظاهرات حاشدة للمطالبة بتحقيق كل مكتسبات الثورة التى لم يتم تحقيق أى منها إلى الآن، موضحا أن الجماعة ستشارك فى الاحتفالات التى سوف يتم تنظيمها احتفالا بذكرى الثورة المصرية التى بهرت العالم، مؤكدا عدم التعارض بين المطالبة بمكتسبات الثورة والاحتفال بذكرى ثورة يناير العظيمة. حشمت أشار إلى أن الإخوان لن يمنعوا المظاهرات التى ستخرج للمطالبة برحيل العسكرى، متسائلا: كيف نمنعهم والثورة قامت من أجل الحرية؟ موضحا أن الإخوان يرغبون فى رحيل العسكرى، لكن بشكل عملى عبر الإصرار على إنهاء الانتخابات من أجل الانتقال السلمى السريع للسلطة فى مصر إلى رئيس مدنى منتخب. من جهته قال عاصم عبد الماجد المتحدث الإعلامى للجماعة الإسلامية ل«التحرير» إن الجماعة مع الاحتفالات ب25 يناير، خصوصا أنها فرصة جيدة لتأكيد تسليم السلطة فى ميعادها، مشيرا إلى أن الاحتفال لن يكون مقصورا على قيام الثورة التى أطاحت بنظام مبارك، لكن أيضا احتفالا بما حققته من خلال بناء السلطة التشريعية، ونجاح تجربة انتخابات مجلس الشعب، موضحا أن الجماعة ترى أن أى صدام مع العسكرى فى هذه الفترة لا محل له من الإعراب، خصوصا أن السلطة بدأت تُسلم فعليا، وسيكون أول اجتماع لمجلس الشعب فى 23 يناير، قائلا «لقد استلمنا نصف السلطة، أما النصف الآخر فأمره هين»، محذرا أنه فى حالة حدوث ما يعرقل تسليم السلطة من جانب المجلس العسكرى، سيكون لكل حدث حديث، ولن ينتظر الشعب الجماعة لكى يقرر النزول مرة أخرى.