تحت عنوان «سوزان مبارك.. ملكة مصر الخبيثة».. خصصت مجلة «نيوزويك» الأمريكية موضوعا عن زوجة المخلوع، سيدة مصر الأولى «سابقا» سوزان ثابت التى كان طموحها الأول أن تصبح مضيفة طيران فصارت ملكة غير متوجة على عرش مصر، وقالت كاتبة ال«نيوزويك» سوزى هانسن فى مقالها عن سوزان إنها تحكمت فى مصر من وراء الكواليس وكانت المستفيدة من المعاناة التى تعيشها مصر، وتعجبت المجلة من أنه بعد مرور عام من الثورة المصرية، لا تزال تلك السيدة -التى وصفتها بالمرأة الرشيقة وراء الشرير العملاق- تعيش فى «رفاهية». بدأت هانسن حديثها عن سوزان مبارك بنشأتها فى أسرة متوسطة وميولها فى فترة المراهقة وآمالها للمستقبل، وزواجها من حسنى مبارك فى سن صغيرة، وعن تلقيبها ب«السيدة الأولى» و«الهانم» على حد قول المجلة. وأضافت أن سوزان -التى تشبه فى مظهرها وطريقة حديثها «لورا بوش» و«نانسى ريجان» على حد تشبيه المجلة- كانت تكره لقب السيدة الأولى لأنه «مصطلح غربى»، وهو ما علقت عليه «نيوزويك» قائلة إن «نظام مبارك انعكاس للغرب» وبالتالى ليس غريبا أن يكون المصطلح غربيا. وأضافت هانسن أن طموح سوزان بدأ مع تعيين مبارك نائبا للرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، حيث قررت الالتحاق بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة وحصلت على الماجستير فى علم الاجتماع. واستعانت ببعض أصدقاء وأساتذة سابقين لسوزان فى موضوعها، من بينهم سعد الدين إبراهيم، أستاذ الاجتماع الذى سبق ودرس لسوزان وناشط ديمقراطى بارز، الذى قال إنه لم يكن على علم بأنها زوجة نائب الرئيس، لأنها قالت فى أوراق الالتحاق إنها «غير متزوجة». وعندما تولى مبارك الرئاسة ظلت سوزان إنسانا متواضعا طوال ال10 سنوات الأولى، تركز فى التعليم وتربية ابنيها جمال وعلاء. ومع بداية التسعينيات، تحولت أولوياتها تماما، وبدأت تتدخل فى وزارة الثقافة، والتركيز على حقوق المرأة، التى تعتقد كثيرات أنها كانت حملة لخدمة مصالحها الشخصية، لأن النظام السابق كان يحظر المنظمات غير الحكومية. وعن أملها الأكبر والأهم نقلت المجلة عن فاروق حسنى، وزير الثقافة الأسبق، أنه «الفوز بجائزة دولية»، وأشيع أنها كانت تسعى للحصول على جائزة نوبل. «نيوزويك» تابعت: سوزان ثابت، وفقا لكثيرين كانت من يقود كل شىء، فلم تكن مجرد شخص مرتبط بالنظام السابق، بل كانت هى «النظام السابق» ذاته، فالرئيس المخلوع لم يكن مؤثرا وكان مجرد «شبح لفرعون»، وهى من دفعت البلاد إلى حافة الهاوية، وهى من أطالت «جحيم المصريين». ونقلت عن أحد المسؤولين الأمريكيين السابقين أن سيطرة سوزان زادت عندما كبر مبارك فى العمر. وأضاف: إن الولاياتالمتحدة كثيرا ما اقترحت على مبارك تشكيل حكومة ديمقراطية، وكان من الواضح أنها هى المعارض الأبرز لذلك لا مبارك. ووصفت المجلة سوزان بأنها كانت قبل الربيع العربى «متغطرسة» وبالنسبة إليها كانت الحياة وردية بمعنى الكلمة، والمصريون كلهم سعداء. ونقلت عن فرخندة حسن، رئيسة المجلس القومى للمرأة وصديقة لسوزان: إن سوزان كانت هادئة جدا جدا فى الأيام الأولى من الثورة، فهى لم تكن تعتقد أن عائلة مبارك على مشارف أزمة هائلة. وأضافت حسن تعليقا على موقف المصريين من سوزان حاليا: «لماذا يتحول الناس بهذه السرعة من الدعم إلى الانتقاد اللاذع؟ هذا غريب جدا». ووفقا لأصدقاء آخرين لها، الثورة «فاجأت» سوزان. المجلة قالت إن العدالة الاجتماعية كانت ضمن أسباب اندلاع الثورة المصرية، ولكن شبح التوريث كان من أهم الأسباب وراءها. وأضافت: إنه دائما ما تم النظر إلى سوزان على أنها «مركز» الخطط وراء توريث الحكم لجمال مبارك وأنها كانت مستمرة فى دفع أسرتها للبقاء فى السلطة، وكان هناك شك حول تأييد مبارك لهذه الفكرة. وهنا نقلت المجلة عن فاروق حسنى: «لم أسمع أبدا منه رغبته فى ذلك. كنت معه على متن طائرة ذات مرة، وقال لى إنه ليس مجنونا ليدفع بابنه إلى الدمار بيديه». وقالت إن سوزان ربما لم تكن تتخيل عالما يوجد فيه ذكر ينتمى إلى عائلة مبارك ولا يحكم. وتذكر قصة تعود إلى عام 2000، عندما ظهر سعد الدين إبراهيم، الأستاذ السابق لسوزان، فى برنامج حوارى يتحدث حول وفاة الرئيس السورى حافظ الأسد وعن اعتقاده بأن نجله بشار سيكون خليفة له. أحد الحضور قال حينها إن هذا قد يحدث فى مصر أيضا، واتفق معه إبراهيم فى ذلك. وتابعت «نيوزويك» نقلا عن سعد الدين: إنه فى اليوم التالى لهذا الحوار نشر النص الكامل فى مجلة عربية كجزء من تغطية لها، وعندما وصلت تلك المجلة إلى السوق المصرية، تمت مصادرة كل النسخ وتم اعتقاله. ونقلت عنه أيضا: «سوزان أخبرت أصدقاء مشتركين بيننا أن زوجها ذهب إليها يحمل نسخة من تلك المجلة، وقال لها «انظرى، فى المرة التالية سيكون معنا فى غرفة النوم، تحت فراشنا. ولذلك عليك أن تختارى بين صديقك أو ابنك». وتعجبت المجلة أخيرا من أن سوزان هى الشخص الوحيد من عائلة مبارك، الذى ليس محتجزا أو قيد محاكمة. وهى الآن تعيش فى فيلا خارج القاهرة، من معاش زوجها المقدر ب15.500 دولار شهريا، فى حين يتلقى الموظف المصرى المتوسط نحو 100 دولار شهريا، بحسب «نيوزويك» التى تابعت: «مصر التى خلفتها سوزان وراءها بدأت تخطو نحو عصر جديد بعد مبارك، ولكن تراث مبارك لا يزال واضحا وبصورة يومية، من إحباط وغضب وفقر ومعاناة وجنود تضرب النساء وتتحرش بهن جنسيا».