بدأت قوات النخبة العراقية عملية تحرير الطلبة الرهائن في داخل جامعة الأنبار التي سيطر عليها مسلحون ينتمون إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في ساعة مبكرة من صباح السبت. وبدأت "وحدات الفرقة الذهبية " قوات النخبة" عملية تحرير الرهائن بمساندة قوات الجيش والشرطة ودخلت إلى داخل الحرم الجامعي"، وبحسب مصادر أمنية عراقية فإن مسلحين يشتبه بانتمائهم إلى "داعش"، اقتحموا حرم جامعة الأنبار في مدينة الرمادي واحتجزوا الطلبة والأساتذة الذين يقدر عددهم بنحو 2500 شخص. وبدأت قوات النخبة العراقية عملية لتحرير الرهائن. وبعد ان اقتحم المسلحون الجامعة واشتبكوا مع رجال الأمن الليلة الماضية انطلقوا الى داخل مبنى جامعة الأنبار في الرمادي عاصمة المحافظة التي تسيطر على أجزاء منها جماعات عشائر مناهضة للحكومة ومسلحون منذ بداية العام. والهجوم على الجامعة هو ثالث اعتداء سافر من نوعه خلال ثلاثة أيام يشنه المتشددون الذين استعادوا الزخم والسيطرة في العراق خلال العام الأخير إذ اقتحموا مناطق في مدينتين الاسبوع الماضي. وطوقت قوات الأمن مبنى الجامعة بالرمادي اليوم وتبادلت اطلاق النار مع المتشددين الذين زرعوا قنابل خلفهم ويقومون بدوريات على الأسطح مستخدمين بنادق قناصة. وقالت مصادر في مستشفى الرمادي إنها استقبلت جثتي شخصين أحداهما لطالب والاخرى لشرطي. وقال أستاذ جامعي محاصر داخل قسم الفيزياء إن بعض العاملين بالقسم ممن يقيمون خارج الرمادي أمضوا الليلة في الجامعة بسبب موسم الامتحانات. وقال لرويترز عبر الهاتف "سمعنا إطلاق نار كثيف. ظننا للوهلة الأولى ان القوات الأمنية قد دخلت الحرم لحمايتنا ولكننا تفاجأنا بأنهم كانوا من المسلحين الذين أجبرونا للدخول إلى الغرف ونحن الآن لا نستطيع المغادرة." إلا انه نجح في وقت لاحق في الفرار ومعه 15 من زملائه ومن الطلبة. وأضاف "أحضرت بعض أوراق الاجابة الخاصة بطلبتي في كيس بلاستيكي وقفزت عبر السور مرتديا بذلتي ورباط العنق وأنا في الخارج الآن." ولم تتضح هوية المهاجمين ولكن الرمادي إحدى مدينتين في الأنبار سيطر عليها بداية العام قبليون ومسلحون سنة بما في ذلك جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأحكمت قوات الأمن سيطرتها على وسط الرمادي حيث يقع مبنى مجلس المدينة والادارات الحكومية إلا ان السيطرة على الضواحي والمناطق النائية تتبدل مع هجمات الكر والفر التي يشنها المتشددون. وقالت الأممالمتحدة إن نحو 480 ألف شخص أجبروا على النزوح عن ديارهم في الأنبار خلال الأشهر الستة المنصرمة فيما يمثل بالنسبة للعراق أضخم عملية نزوح منذ الاشتباكات الطائفية التي شهدتها البلاد وبلغت ذروتها بين عامي 2006 و2007 . ولاتزال أعمال العنف دون هذه المستويات إلا ان المتشددين استعادوا السيطرة على مناطق خلال العام المنصرم مما يجعل من عام 2013 أكثر السنوات ضراوة في البلاد منذ بدء تحسن الأحوال الأمنية. وقتل نحو 800 شخص في أنحاء البلاد في شهر مايو أيار الماضي وحده وهو يمثل أعلى عدد من القتلى يسقط حتى الآن خلال شهر من العام الجاري. واقتحم مسلحون مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين المجاورة يوم الخميس الماضي واحتلوا جامعة ومسجدين هناك لفترة قصيرة ورفعوا علم جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام الاسود حتى اجبروا على التقهقر تحت وطأة الضربات الجوية. وفي اليوم التالي اشتبك المتشددون مع قوات الأمن في مدينة الموصل الشمالية. وقال مصدر في مشرحة الموصل إنه تم نقل 70 جثة للمشرحة اليوم مشيرا الى استمرار وجود جثث في الشوارع الا انه تعذر نقلها من بعض مناطق المدينة التي لاتزال تحت سيطرة المتشددين.