تمكنت القوات العراقية من تحرير الطلبة الرهائن الذين احتجزتهم مجموعة مسلحة صباح اليوم السبت في جامعة الأنبار في الرمادي، بعد ساعات من الاشتباكات. ولاتزال الاشتباكات جارية بين القوات العراقية والمسلحين الذين لا يزالون يسيطرون على بعض مباني الجامعة. ويأتي هذا في وقت يشهد فيه العراق أسوأ اعمال عنف منذ سنوات، حيث شن المتمردون ثلاث عمليات كبرى خلال الأيام الثلاثة الماضية في ثلاث محافظات، أسفرت عن مقتل نحو مئة شخص. وأكد العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية أنه "تم تحرير جميع الرهائن من الطلبة في جامعة الأنبار". وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية أن عناصر من قوات النخبة قتلوا أربعة من القناصين الذين كانوا يحتجزون الرهائن، وأدخلوا حافلات إلى الداخل وسط حماية مشددة واقتادوا الطلاب إلى خارج الجامعة. وكان مسلحون ينتمون الى داعش اقتحموا مبنى جامعة الانبار في الرمادي في ساعة مبكرة من صباح السبت واحتجزوا الطلبة والاساتذة رهائن بعد قتل حراس الجامعة. ولا يزال حرم الجامعة يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة والمسلحين الذين يبلغ عددهم بين ثلاثين إلى أربعين مسلحا، يرتدي معظمهم أحزمة ناسفة. وكانت مصادر أمنية أوضحت في وقت سابق أن "مسلحين ينتمون إلى داعش تسللوا إلى الحرم بعد أن قتلوا حراس الجامعة وقطعوا الجسر المؤدي إليها بسيارة مفخخة". وذكر ضابط برتبة مقدم أن عدد الطلبة والأساتذة داخل الحرم الجامعي والأقسام الداخلية كان يقدر ب2500 شخص لدى بدء الهجوم. وذكرت إحدى الطالبات لفرانس برس أن "المسلحين طلبوا من الفتيات التجمع في قاعة واحدة، ولدى تجمعنا، تقدم شخص ملثم وقال "تأتون للدراسة حتى تصبحوا مبررا لنجاح الجيش الصفوي والمرتدين، مهلا سنعلمكم درسا لن تنسوه". ويقصد بذلك أن مجيء الطلاب إلى الدارسة رغم الأوضاع الأمنية يعد انتصارا للجيش العراقي. وهذا ثالث هجوم واسع النطاق يشنه مسلحو الدولة الإسلامية في العراق والشام خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد هجوم سامراء والموصل. وينقل عناصر داعش من الأراضي السورية إلى العراق الأسلحة والمعدات التي يحصلون عليها من هناك، بصورة سهلة مستغلين طول الحدود، ونقص في كفاءة القوة الجوية العراقية التي انهارت بالكامل بعد عام 2003. ويجد عناصر داعش بعض الحواضن في مناطق غرب العراق إثر تهميش الحكومة التي يقودها الشيعة للسنة.