الولايات المتحدة ترد على نفوذ روسيا المتزايد، وتلطف العلاقات مع مصر بالإفراج عن معونة أسلحة.. هكذا علقت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية على القرار الأمريكي بإرسال 10 مروحيات أباتشي لمصر دعما لجهودها في مكافحة الإرهاب. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الخطوة الأمريكية تزامنت مع العلاقات الروسية الجيدة الآخذة في التزايد مع القاهرة. لافتة أنه على ما يبدو أن مصر كانت على دراية بإن الولاياتالمتحدة لن ترغب في رؤية عدوها الاستراتيجي يزيد من نفوذه الإقليمي وفي الوقت ذاته يضعف اتفاقية سلام مصر مع إسرائيل التي تعتبر أساسا لسياسة الشرق الأوسط. ينبغي النظر إلى هذه الخطوة كجزء من تداعيات الأحداث في أوكرانيا، بحسب أفرايم كارش، أستاذ دراسات الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في كينج كولج بلندن، والباحثا بمركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية. وأضاف: "ستقوم روسيا الآن بإعاقة السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط بطريقة أكثر عدوانية. وإرسال المروحيات استباق أو إيقاف لهذا الاتجاه". لافتا أن روسيا تدعم الآن طرف مخالف للطرف الذي تدعمه أمريكا، كما أوضح كارش: "يمكننا أن نتوقع أن تدعم روسيا مماطلة الرئيس السوري بشار الأسد للتخلي عن الأسلحة الكيميائية، وربما تعيق مفاوضات النووي الإيراني، ولن أتفاجئ إذا تدخلت في محادثات السلام الفلسطيني الإسرائيلي". جيروزاليم بوست تابعت أن العمليات العسكرية المصرية ضد التمرد الإسلامي المستمر وخصوصا في سيناء، يطلب أسلحة للتعامل مع التهديد. مضيفة أن مصر التي ترى نفسها في صراع وجودي ضد الإسلاميين لم تكن لتخفف حملتها هذه من أجل الحصول على الأسلحة الأمريكية. وبالتالي، على مدار الشهور الماضية، سعت مصر إلى الحصول على صفقة أسلحة مع روسيا، يقال إن قيمتها تبلغ حوالي 2 مليار دولار. كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن روسيا من جانبها استغلت الفرصة وتدخلت لسد الفجوة واقحمت نفسها كالداعم الأساسي لمصر. بل وذهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ما هو أبعد من ذلك، بتأييده وزير الدفاع الأسبق عبد الفتاح السيسي رئيسا. وأخيرا قالت جيروزاليم بوست إنه من المحتمل أن تكون مناورة السيسي الروسية ببساطة طريقة للضغط على الولاياتالمتحدة في إمداد مصر بالأسلحة المطلوبة دون الاستسلام للمطالب الأمريكية. وهو ما حدث، لقد نجح الأمر، بحسب الصحيفة.