الرئيس السورى بشار الأسد لا يدع مجالا للشك، بأنه مستعد لتدمير بلاده للحفاظ على سلطته، فبالتزامن مع وصول وفد طليعة بعثة المراقبين العرب إلى دمشق، واصلت قواته القتل على مدار ال48 ساعة الماضية، ليسقط نحو 50 شخصا معظمهم فى إدلب وحمص، ويتأكد أن ما وقعه بشار مع جامعة الدول العربية كان «رخصة» جديدة للتنكيل بأحرار سوريا وإخضاعهم، بعدما قتل منهم أكثر من 6 آلاف وفق منظمة حقوقية بريطانية. المظاهرات التى اختار لها الأحرار اسم «جمعة بروتوكول الموت» فى عدة مدن سورية، بدت أشبه بأعراس لتوديع جثامين الشهداء، وسط أهازيج مناهضة للأسد، وتساؤلات من المشاركين فيها، ما إذا كان العرب بحاجة إلى الذهاب إلى سوريا ليشاهدوا ما يحدث. والثوار يعتبرون توقيع النظام على بروتوكول الجامعة «مناورة» لكسب مزيد من الوقت لقتل الشعب وتصفية المعارضين، فمنذ توقيعه قتلت قوات الجيش والأمن السورية أكثر من 200 شخص، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.. فى الوقت نفسه كثف النظام بشكل ملحوظ عملياته العسكرية التى يخوضها ضد المدن الثائرة، خصوصا حمص، عاصمة الثورة المحاصرة التى تواصل دبابات الجيش قصفها بوحشية بالمدفعية الثقيلة، لكن هذا لم يمنع الآلاف من الخروج، ولم يملك النظام سوى التشويش على قناتى «العربية» و«الجزيرة».. من جهة أخرى نقل «الجيش السورى الحر» الذى يواجه جيش الأسد، المعركة إلى مشارف دمشق، وأخذت قوته تزداد فى ضواحيها، حسب ما أفادت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية أول من أمس.. «قائد كتيبة دمشق» التابعة ل«الجيش السورى الحر»، قال للصحيفة: «لدينا ما يصل إلى 2000 رجل يديرون عمليات فى العاصمة وحولها، ومهمتنا حماية المتظاهرين والمدنيين، ويقوم ضباط كبار بتسريب المعلومات لنا حول العمليات العسكرية المقررة فى دوما، نشن على أثرها ضربات وقائية لمنع وقوعها». شبح التفجيرات الانتحارية المخيف بدأ يظهر بقوة أيضا، فقد أعلن التليفزيون الرسمى السورى أن هجومين وقعا على موقعين أمنيين فى دمشق الجمعة، مضيفا أن أحد الهجومين استهدف مقر أمن الدولة فى دمشق مخلفا عددا من «الشهداء» من المدنيين والعسكريين، وأن أغلب الضحايا من المدنيين.. وفى هذا السياق كشفت منظمة «أفاز» المدافعة عن حقوق الإنسان ومقرها بريطانيا، أنها جمعت أدلة عن مقتل أكثر من 6237 من المدنيين وقوات الأمن، وأن 617 منهم قتلوا فى أثناء التعذيب، وأضافت الجماعة أن 400 قتيل على الأقل من الأطفال. ورغم كل هذا فقد قدم رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، خالد مشعل، دعما معنويا مهما للنظام السورى حيث قال إن «الحركة لم تتخذ قرارا بمغادرة سوريا»، موضحا أن «من غادر هم بضعة عائلات لأمور شخصية».